مجازًا……بقلم أماني الوزير

مجازًا عن زمنٍ كان الضوءُ فيه أبطأ،
وكانت الأرواحُ تُصغي لما حولها
كما تُصغي عاشقةُ لنبضةٍ لا تخصّها وحدها،
لكنّها تشعر أنّها كُتبت لها بالاسم.
عن حُلمٍ صغيرٍ
تتكوّر في داخله معجزةٌ ما؛
حُلمٍ إذا فُتحت نوافذه، تدافعت منه أنفاسٌ
كأنّها عادت من غيابٍ طويل،
تعترف بما لم يُقَل، بصوتٍ متردّدٍ يتهجّى الشوق،
ويرتجف قليلًا
قبل أن يضع كلمته الأخيرة على صدري ويقول:
“هأنذا…
ما زلتُ أجيئكِ من وراء العمر.”
عن رسالاتِ حبٍّ طويلة، معلّقةٍ على الجدار
كتميمةٍ تصون الأسرار؛
إذا وضعتُ كفّي عليها، لمستُ خفقةَ قلبٍ
أصدقَ من كلّ الرسائل
التي لا حرارةَ فيها… سوى ضوءٍ باردٍ
يُطفئ ما تبقّى من العاطفة.
عن وَعدٍ يلتفُّ على خطوط يديّ
كعهدٍ صغيرٍ لا يقدر الزمنُ على نقضه؛
عهدٍ يتهادى إليّ
كأنه قادمٌ من عمق صمتٍ
اشتعل بالحياة فجأة.
عن سطورِ روايةٍ
تفوحُ منها رائحةُ عصرٍ لم أصل إليه،
لكنّ روحي جاءت منه.
روايةٍ إذا مررتُ بكفّي عليها
نبَتَ الحنينُ في دمي، وصار حديثًا جليلًا
عن بلادٍ تتألّم في الخفاء، وتبتسم في العلن
كي لا يجرح أبناءَها.
عن سطورٍ
تكتبُ الوجع قبل أن يستفحل،
وتوثّق رعشةً لم يجرؤ شاعرٌ على الإمساك بها،
تسألني:
“أفاضَ في قلبكِ حديثٌ من نارٍ
لم تتشكّلي منه بعد؟
هاتيه…
لنصهره في قصيدةٍ
تبقى أكثرَ منكِ حياة.”
وعن شيءٍ يخصّني وحدي:
ومضةٍ تُشعل جمرةً نائمة،
صوتٍ يربّت على روحي كما تُربّت الأمّ على طفلٍ
تخشى عليه من الفقد،
أو مكانٍ أضع فيه قلبي
ممتلئًا،
مُتّقدًا،
جاهزًا لأن يولد
مرةً أخرى…
من لغةٍ أشدّ اشتعالًا
وأشدّ صدقًا.







