العثور على “بومبي الإسلامية” الغارقة منذ 6 قرون

أعلن باحثون من الأكاديمية الروسية للعلوم عن العثور على آثار مدينة غارقة تحت مياه بحيرة “إيسيك كول” في قرغيزستان، في كشف يذكر بالأسطورة الشهيرة لأطلنطس.
وتشير الدلائل إلى أن هذه المستوطنة التجارية الكبرى كانت مزدهرة على طريق الحرير قبل أن تتعرض لزلزال مروع في القرن الخامس عشر الميلادي، أدى إلى غمرها بمياه البحيرة بشكل كامل.
وتبدو بحيرة “إيسيك كول” من الفضاء كفراغ أزرق مذهل، ويبلغ طولها نحو 182 كم (500 ألف قدم) وعرضها أقل بقليل من 60 كم (200 ألف قدم).
وليس لهذه البحيرة الغامضة تدفق مياه معروف، على الرغم من ادعاء بعض الخبراء أنها متصلة بنهر محلي عبر قناة عميقة تحت الأرض.
وتمكن فريق البحث من تحديد موقع المدينة الغارقة على أعماق ضحلة تتراوح بين متر وأربعة أمتار قرب الشاطئ الشمالي الغربي للبحيرة. وكشفت عمليات المسح تحت المائي عن بقايا معمارية مدهشة، تشمل هياكل من الطوب المحروق، وأحواضا حجرية، وعوارض خشبية، بالإضافة إلى أحجار طحن الحبوب التي تشير إلى وجود منشأة لصناعة الخبز.
كما عثر الباحثون على مقبرة إسلامية تعود للقرن الثالث عشر، حيث ظهرت الهياكل العظمية متجهة نحو القبلة وفق التقاليد الإسلامية.
ويعتقد الخبراء أن هذه المدينة كانت تمثل مركزا تجاريا مهما على طريق الحرير، حيث كانت تضم مساجد ومدارس وحمامات عامة، ما يدل على تطورها الحضاري. وقد وصفتها البعثة الأثرية بأنها “مدينة كبرى أو تجمع تجاري ضخم” كان يلعب دورا محوريا في ربط الحضارات بين آسيا وأوروبا.
وبحسب الباحث فاليري كولتشينكو، قائد البعثة، فإن المدينة تعرضت لزلزال كارثي في مطلع القرن الخامس عشر، أدى إلى غمرها بالمياه بشكل مشابه لما حدث في مدينة بومبي الإيطالية. وأشار إلى أن السكان كانوا قد غادروا المدينة قبل الكارثة، ما يعني أنهم ربما كانوا على علم باقتراب الخطر.
وتعد بحيرة “إيسيك كول” التي يعني اسمها “البحيرة الدافئة” باللغة القرغيزية، ثامن أعمق بحيرة في العالم، وتتميز بمناظرها الخلابة المحاطة بسلاسل جبال تيان شان الشاهقة. واللافت أن منسوب مياهها ارتفع بشكل ملحوظ عبر القرون، ما أدى إلى إخفاء العديد من الآثار تحت سطحها.
ويخطط الباحثون الآن لمواصلة الدراسات المتعمقة على العينات التي تم جمعها، باستخدام تقنيات التأريخ بالكربون المشع لتحديد التاريخ الدقيق للمدينة الغارقة.
وهذا الاكتشاف يسلط الضوء على التأثير المدمر للكوارث الطبيعية في تشكيل مصير الحضارات الإنسانية، ويكشف عن فصل جديد من فصول تاريخ طريق الحرير الغني.
المصدر: ديلي ميل







