تقارير وتحقيقات

دراسة تصنّف أخطر القرارات التي يواجهها الناس في حياتهم

سلّطت دراسة جديدة الضوء على أكثر 100 معضلة حياتية شائعة يواجهها الناس، مقدمة نظرة معمقة على المخاطر التي تشكل تحديات حقيقية في مجالات متعددة من الحياة، مثل العمل والصحة والمال.
وحدد فريق البحث من سويسرا هذه المعضلات بناء على آراء أكثر من 4000 شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و79 عاما، لتقديم نموذج يعكس المخاوف والقرارات التي تقلق الأفراد في العصر الحديث. وطُلب منهم تحديد الخيار الأكثر خطرا الذي واجهوه شخصيا أو شاهدوا آخرين يعانون من اتخاذه.

وأظهرت النتائج أن معضلات العمل، مثل “تغيير الوظيفة” أو “ترك الوظيفة”، كانت الأكثر شيوعا، تلتها المخاوف الصحية والمالية.

الوظائف والصحة على رأس قائمة المعضلات

تصدرت القرارات المتعلقة بالعمل، مثل تغيير الوظيفة أو تركها، قائمة أكثر الخيارات المحفوفة بالمخاطر التي يواجهها الأفراد. وشكلت هذه القرارات المهنية ما يقارب خمس إجمالي الخيارات المبلغ عنها. وفي المقابل، كانت الخيارات الصحية، مثل الخضوع لعملية جراحية أو تلقي تطعيم، أيضا جزءا بارزا من المعضلات التي أشار إليها المشاركون في الاستطلاع.

وأشار الباحثون إلى أن القرارات الصحية غالبا ما تكون شخصية جدا، مثل اختيار العلاج الطبي أو التعامل مع تأثيرات تقنيات جديدة مثل شبكات الجيل الخامس. كما تطرقت الدراسة إلى الخيارات التي تشمل نمط الحياة، مثل اتباع حمية غذائية جديدة أو ممارسة رياضة خطرة، مشيرة إلى أن هذه الخيارات يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر من ناحية التأثير على الصحة البدنية والعقلية.
التأثيرات العمرية والجنسية على المخاطر

أظهرت الدراسة أن القلق المرتبط بالمخاطر يختلف باختلاف العمر والجنس. بالنسبة لكبار السن، وخاصة النساء فوق سن الستين، باتت الخيارات الصحية تشكل مصدر قلق رئيسي، على غرار القرارات المتعلقة بالعمل. بينما كان القلق من التغييرات المهنية، مثل “هل أقبل وظيفة جديدة؟”، أكثر شيوعا بين الشباب.

وقد لوحظ أن الرجال في الفئة العمرية من 60 عاما فما فوق كانوا أكثر قلقا بشأن المخاطر الصحية المتعلقة بتقنيات مثل الجيل الخامس. وفي المقابل، كانت النساء في فئة 30 إلى 44 عاما يواجهن معضلات متعلقة بالزواج أكثر من الرجال في الفئة العمرية نفسها.

القلق من التقنيات الحديثة والمخاطر الصحية

أبدى العديد من المشاركين قلقا متزايدا بشأن المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام تقنيات حديثة مثل الجيل الخامس. ورغم أن الدراسة لم تحدد بشكل دقيق طبيعة هذه المخاوف، إلا أنها قد تشير إلى تزايد القلق من تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الطب أو التطور السريع في الاختبارات الجينية والأجهزة الصحية القابلة للارتداء.

جائحة كوفيد-19 لم تغيّر أولويات المخاطر

عند مقارنة البيانات مع فترة ما قبل جائحة “كوفيد-19″، تبين أن الأزمة الصحية العالمية لم تُحدث تغييرا جذريا في قائمة المخاطر التي يواجهها الناس. وظلت أولويات المخاطر كما هي، مع تزايد الاهتمام بالقرارات المهنية والصحية.

القيود على الدراسة وتفاوت الظروف بين البلدان

أقر الباحثون بأن دراستهم تنطوي على بعض القيود، أبرزها أن العينة تم اختيارها من سويسرا، التي تعدّ دولة ذات مستوى عال من الأمان الاجتماعي ونظام رعاية صحية متطور. وفي سويسرا، يُلزم الجميع بتأمين صحي شامل، ما يقلل من التأثير المالي للأمراض الخطيرة.

نشرت الدراسة في مجلة “العلوم النفسية”.

المصدر: ديلي ميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى