فيلم “مدينة بلا طيور”..يحكي تداعيات الحرب والدمار..ويجمع بين الفانتازيا والواقع..
فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان.

كتب :محمد المحسن
مما لا شك فيه أن الأفلام التي تحكي آثار الحرب على الإنسان والمدينة ليست مجرد أعمال ترفيهية،بل هي وثائق اجتماعية ونفسية قوية،وشهادات بصريّة تخلد في الذاكرة الجمعية.وأهميتها تنبع من قدرتها على معالجة جوانب لا تغطيها التقارير الإخبارية أو الكتب التاريخية المجردة.
في هذا السياق،شهدت قاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة بالعاصمة( تونس) مؤخرا عرض فيلم “مدينة بلا طيور” للمخرج اللبناني أنيس نصر الدين،ضمن فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان.
أحداث الفيلم أبدع المخرج في صياغتها ضمن رؤية فنيه تجمع بين الفانتازيا والواقع،تحكي تداعيات الحرب اللبنانية على الإنسان وتأثيراتها التدميرية على المدينة.
يشار إلى أن الفيلم مستوحى من حادثة حقيقية يعود تاريخها إلى شهر سبتمبر 2024 حين نفذت إسرائيل عملية استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) في لبنان،ما تسبب بانفجار وتدمير مناطق متعددة،عدا عن سقوط المئات من القتلى،كما أن الفيلم شارك في العديد من المهرجانات الدولية،من بينها مهرجانات في البرازيل وتركيا،فيما كانت تونس أولى المهرجانات خارج لبنان التي حضرها المخرج شخصياً.
فيلم ” مدينة بلا طيور” جدير بالمشاهدة،إذ نراه يمزج بأسلوب فني بين الرمزية والواقعية،ويقدم تجربة سينمائية مؤثرة على صعيد الإنسانية والفن معاً..
ختاما نؤكد أن الأفلام التي تحكي آثار الحرب على الإنسان والمدينة هي ضمير الإنسانية المرئي.إنها تذكرنا بأن ثمن الحرب لا يُدفع مرة واحدة عند انتهائها،بل يستمر لسنوات طويلة،محفورا في النفوس وعلى جدران المدن.إنها دروس في التاريخ،وعلم النفس،والأخلاق،تُقدم لنا في قالب فني مؤثر يبقى معنا طويلاً،داعيا إيانا دائما إلى التساؤل: “هل هناك منتصر حقيقي في الحرب؟







