مصر والسعودية.. توجس إسرائيلي من ديناميكيات الأمن الإقليمي

أثار النائب في الكنيست الإسرائيلي زئيف سوكوت، عضو حزب “الصهيونية الدينية”، جدلاً واسعًا بعد أن ربط بين انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء عام 1982 وبين وقوع هجوم 7 أكتوبر 2023.
وقال سوكوت خلال مقابلة إذاعية مع برنامج “103FM”، إن “هجوم 7 أكتوبر لم يكن ليحدث لو لم نُسلّم سيناء لمصر”، مضيفًا: “لقد تخلينا عن سيناء مقابل سلام، لكن هذا السلام نفسه سمح لعدوّنا بالتحصّن وعبور الحدود بسهولة”.
واعتبر سوكوت أن هذا الانسحاب شكّل “ثغرة استراتيجية” استُغلت لاحقًا، رغم أن الاتفاقية نصّت على تفكيك البنية العسكرية المصرية في المنطقة، وتحويلها إلى منطقة منزوعة السلاح تحت رقابة دولية (MFO).
ووجّه النائب انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية، لا سيما لصمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إزاء اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطينية، واصفًا هذا الصمت بأنه “عار صريح”، ومُشيرًا إلى مثل عبري يقول: “السكوت رجس”.
وطالب بـ”ردّ ميداني واضح يُبلّغ العالم أن الدولة الفلسطينية لن تُقام أبدًا”.
كما أعرب سوكوت عن تشاؤمه من المساعي الأمريكية لدفع المملكة العربية السعودية للانضمام إلى “اتفاقيات إبراهيم”، واصفًا هذه الوعود بأنها “تصريحات جميلة على العشب الأخضر”، دون أي أثر عملي على الأمن الإسرائيلي.
تندرج تصريحات سوكوت ضمن رؤية أيديولوجية سائدة في أوساط اليمين المتطرف في إسرائيل، تشكّك في جدوى أي تسوية أرضية حتى لو أدّت إلى سلام رسمي. وتعتبر هذه الرؤية أن أي تنازل عن أراضٍ يعتبر “ضعفًا استراتيجيًا”، يمكن استغلاله مستقبلاً ضد إسرائيل.
لكن مراقبين أمنيين واستراتيجيين يعارضون هذا التحليل، مشددين على أن:
سيناء ظلت تحت السيطرة الأمنية المشددة من جانب الجيش المصري منذ 2013.
تم تدمير معظم الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة.
التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب بلغ مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
وأشار محللون إلى أن الهجوم في 7 أكتوبر نتج عن فشل استخباراتي وأمني داخلي، وليس بسبب وجود حدود مع مصر، التي لم تُستخدم يومًا كمسار لهجمات مباشرة على إسرائيل.
تأتي هذه التصريحات قبيل جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة مشروع قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وفي ظل انقسام داخلي داخل الطبقة السياسية الإسرائيلية حول مستقبل الصراع، ومستقبل العلاقات الإقليمية.
وكان سوكوت قد ركّز انتقاده على السياسات الإسرائيلية الداخلية منذ عقود، دون توجيه اتهام مباشر للإدارة الأمريكية أو الرئيس دونالد ترامب، وفق ما أوردته صحيفة “معاريف”، التي نقلت التصريحات.
المصدر: معاريف







