أخاف..بقلم // محمد ضياء الدين بوعمامة

اخاف
نعم… أنا شخص يخاف جدًّا.
أخاف من اللَّهِ — كيف أقابله دون زادٍ كافٍ؟
ثم إنّي أخاف أن يسألني:
كيف أنني حفظتُ الكثير من الأغاني،
الكثير من الشِّعر،
كيف كتبتُ الكثير من القصائد،
وكيف اتَّبعني الغاوون،
وكيف قَصَرتُ في حفظ القرآن في المقابل؟
ثم أتذكّرُ بأنه «غفورٌ رحيم…»
وبأنه «شديدُ العقاب…»
فيعتَريني هلعٌ شديد…
أخاف جدًّا
من كوني شاعرًا
يُخيط قمصانًا للحزن
ثم يغدو دونهما عارِيًا،
يسرق استعاراتٍ خِلسةً من اللغة
ثم تخونُه في أول لقاءٍ أمام الشجن
عندما يلتقيانِ في مقهى الذاكرة؛
عندها تُبَعثر أوراقَ الصمت
وتُكشَف حقيقةُ الصمود،
وأنا… أنا… ينتهي بي المطافُ شاعرًا دونَ مشاعر…
أخاف جدًّا
من الدنيا
ومن صفعاتِها المنهمِرة
على جسدي الهزيل.
أخاف أن تمسكَ بحبلَ القسوةِ
وتلفّه حول عنقي بشدّةٍ،
وبأقصى قوّتها تدفعني، تتركني
ملقيًا على أرضِ الهزيمة،
لا أقوَى على النهوض مجدّدًا.
أخاف من الليل
حين يحمل سكينَ الأرق
ويطعنُني به،
فينفجر التفكير داخل رأسي؛
وأنا بكامل ضعفي أتوسّل إليه أن يغادرني لأنام…
أخاف…
من الوحدة،
من الفرح،
من الحزن،
مني، من ظليّ الذي يُرافقني،
من قلبي،
من عقلي،
من القبر،
من الموت… دون رصيدٍ كافٍ.
–







