السفير أيمن عز الدين يكتب : يوم حزين فى تاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربى الاسرائيلى

هذا يوم حزين فى تاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربى الاسرائيلى، بعد تمرير قرار فى مجلس الأمن يؤدى عمليا الى اخضاع غزة لارادة امريكا واسرائيل، والى حرمان الشعب الفلسطينى فى القطاع (وليس حركة حماس وحدها) من حقه المشروع فى حمل السلاح دفاعا عن نفسه فى مواجهة الاحتلال والحصار والقمع، دون حتى ان يقر له بحقوقه الوطنية المشروعة…..
طبعا أغلب الدول التى وافقت على القرار وعلى خطة ترمب من قبله، ترى أنها فعلت ذلك تحت التهديد، باعتبار أن البديل هو التنكيل بغزة وأهلها أكثر مما جرى، وأن أحدا لن يستطيع الوقوف أمام مخطط إسرائيل لتهجير سكان القطاع……
لكن لو كانت اسرائيل فعلاً فادرة على الاستمرار فى الحرب وعلى تحقيق أهدافها منها، فلم توقفت؟
الحقيقة، أن إسرائيل أيضاً كانت قد أنهكت من الحرب وتكلفتها العالية عليها داخلياً وخارجياً، اقتصادياً وسياسياً واجتماعيا، ووجدت أنها بحاجة إلى وقف القتال، وهذا هو ما دعا أمريكا إلى اطلاق المبادرة، بجانب الاقتناع بأن عودة الحرب ستضيف إلى هذه التكلفة، وهذا كان يعطى الدول المتحفظة على مضمون القرار قدرة أكبر على المساومة، لا سيما وأنها أكثر عدداً وحجتها أقوى وموقفها أصلب أخلاقياً…. إلا أن الجانب العربى (بعكس إيران مثلاً) يقع، مرة أخرى، ضحية لقصر نفسه فى المساومة، واستعجاله الوصول إلى نقطة النهاية، ومن ثم استعداده لتقديم تنازلات حتى فى عظائم الأمور، مقابل ثبات إسرائيل وأمريكا وطول نفسهم فى المفاوضات، وهو ما يعطيهم بالمفاوضات مكاسب لم يستطيعوا تحقيقها بالحرب….





