كتاب وشعراء

انيس عبدالله درويش اي سراج قد انطفأ ..د هشام محسن السقاف

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا


رياح تشرين الثاني الباردة ؛ تأبى الا ان تفجعنا بالاحباب تباعا : و الدتنا الفاضلة ام اخي الحبيب هشام عبدالله السقاف ؛ ثم تفاجؤنا غمامات فجر داكن برفيف جناحات طائر الفلامنجو الاسمر الحبيب الغالي فكري طالب ابوبكر السقاف و هو يصعد نحو العلا و يصعد ( بتضعيف العين و كسرها ) معه براكين الحزن من قلوبنا و كأنها سحابات تهمي بوشل دام لكنه وشل نبيل .

و تأبى التشارين الباردة مرة اخرى هذا اليوم الا ان ترحل(بتضعيف الحاء و كسرها ) ايقونة لحج و ابنها البار انيس عبدالله درويش العزيبي ؛ ذاك الذي تجتمع الاراء فيه : طيبة و محبة و تواضعا ، أنه انيس اخي منذ الطفولة ؛ و صديقي دافئ الظل ؛ و توأم روحي . اما الصهارة ما هي الا تحصيل حاصل . فقد ترافقنا عمرا و حتى في الاوقات التي شرقت بنا سفينة الحياة و غربت كانت المزايا الاستثنائية في انيس مقيمة في الوجدان وان تباعدت الجسوم و الابدان .

نسائم اليوم ال 19 من تشرين الثاني 2025 م كانت تحمل مع هباتها شموخ الانيس و ارتفاع قامته و هو ينحني لرب العزة راضيا بقدره حامدا الله على انه يغادر و طيفه الجميل يسكنا جميعا ، و هل الحياة الا ذكريات و صدى عابر و ما البقاء و الخلود – كما بشرنا العزيز الحكيم – الا في دار البقاء و الخلود في جنات النعيم.
مات انيس و لما اكمل انا استرجاع الذكرى يوم كان يقودنا ، بطوله الذي يرتفع علينا صغارا و كبارا ، الى مدرسة ( الثلايا ) بتعز بداية السبعينيات الفائتة ، حيث اكملت مع تلك المجموعة الجنوبية او العدنية كما كان يحب مناداتنا اهل تعز الطيبين ، اكملت الصف الخامس و السادس و عدت وحيدا من دون الاهل الى بقية من اهل في مرابعنا الوهط المحروسة . بينما هو يذهب على غيمة بيضاء الى ارض الكنانة مصر . ولم تجمعنا الاقدار الا بعد عقدين او يزيد .

هذه الليلة : كان الوداع فيها رغم مرارته متوازنا بالامتثال لقضاء الله و قدره . و لم تكن الدميعات التي لم تستأذن نزولها على مٱقينا الا دعاء واستغفارا للحكيم الجبار .

( و بشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة و اولئك هم المهتدون )
صدق الله العظيم

و داعا انيس .

الحزين : د. هشام محسن السقاف .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock