عبد العظيم حماد يكتب :بؤس الإلحاد المصري

بمناسبة زوبعة الكميتيين في فنجان فيس بوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي و التي أثارها افتتاح المتحف المصري الكبير. فإني أراها هوجة مضحكة لما فيها من عنصرية عرقية وثقافية جاهلة تعتبر أن كل ماهو غير (فرعوني ) بالدم أو الفكر دخيل يستحق الإزدراء إن تعذر إقصاءه أو طرده
من ذلك إسرافهم في وصف الأديان الإبراهيمية وخاصة الإسلام بالبداوة والثقافة الرعوية حتي أن بعضهم كتبوا يصفون الأزهر بأنه سفير البداوة في مصر
بالطبع لم يخترع الكيميتيون هذه النظرة إلي الإسلام والمسيحية واليهودية. ولكنهم نقلوها من عن مفكرين ماديين بعضهم ماركسي وبعضهم وضعي وبعضهم تطوري نفعي وأنا هنا لا أعترض علي اقتناعهم بالتفسير المادي للتاريخ والأديان بالذات فهذا شأنهم ولكني أعترض بل وأضحك من وصفهم للإسلام بأنه ثقافة بدوية رعوية وأري ذلك استسهالا وتفكيرا سوقيا. بل وأراه بؤسا حتي في فهم المادية التاريخية إذا قارنته مثلا بنظرية المفكر الماركسي الفرنسي الكبيرجدا مكسيم رودنسكي في (رودنسون ) في تحليله المادي للإسلام كتطور قيمي لحضارة تجارية ربطت بين الشرق والغرب عبر بحر العرب و إيلاف قريش وكانت مراكزها حضرية وليست بدوية في موانئ ومدن صحار بسلطنة عمان حاليا وعدن وتعز وصنعاء ومكة وصولا الي الي بصري الشام وغزة. ودمشق وحمص الخ
علي ذكر رودنسكي فقد زار مصر في أواخر ستينيات القرن الماضي عي ما أتذكر. ولم يتعلم منه بعض الماركسيين المصريين (المتدينين ) مثل الشيخ خليل عبد الكريم الذي أضحكني كثيرا بتفسيره المادي لصوم رمضان بأنه كان إعدادا للمسلمين للجهاد بتعويدهم علي الجوع والعطش ، غافلا عن أن هؤلاء قبل ظهور الإسلامً كان وا يقاتلون ويرتحلون للتجارة في بيئة الماء والطعام أصلا هما أكثر مواردها الاقتصادية ندرة
وقد حضرت إحدي ندوات رودنسكي في أثناء تلك الزيارة. وعلي ما أتذكر أيضا فقد نشرت تلك الندوات في مجلة الطليعة كما حضرت محاضرة للمستشرق الفرنسي جاك بيرك بجامعة القاهرة ثم بعدهما جارودي. الي آخر من كانت تستضيفهم جامعة القاهرة ومؤسسة الأهرام في الايام الخالية. ولم أسمع من أحدهم ولم أقرأ لواحد منهم تلك المضحكات والترهات التي يجترها الكيميتيون وبعض الملحدين المصريين





