أخبار عالميه

كشف مثير عن علاقات طويلة بين نائبة أمريكية والمجرم الجنسي إبستين بعد فضح رسائل بينهما

كشف تقرير أمريكي أن النائبة ستايسي بلاسكيت، كانت لها علاقات مع المجرم الجنسي جيفري إبستين أعمق بكثير مما صرحت عنه مؤخرا أثناء محاولتها مقاومة قرار من مجلس النواب بتوجيه اللوم لها.
وفي التفاصيل، قللت النائبة بلاسكيت (ديمقراطية عن جزر العذراء الأمريكية) يوم الأربعاء من أهمية إبستين بوصفه مجرد “ناخب” كغيره، وذلك بعد أن كشفت الملفات التي أصدرتها تركة إبستين أنه زوّدها بأسئلة خلال جلسة استماع بالكونغرس في عام 2019، مما أثار الدعوة لفرض عقوبة من قبل مجلس النواب عليها.

لكن الأدلة والإفادات في قضية ترعاها محكمة في نيويورك تكشف أن المتحرش بالأطفال المدان وشركاءه ضخوا ما لا يقل عن 30 ألف دولار من أموال حملة بلاسكيت على مدى ثلاث دورات انتخابية، وفق ما ذكرت صحيفة “نيويورك بوست”.

بلاسكيت، وهي محامية ومدعية عامة فيدرالية سابقة انتقلت إلى الجزر في عام 2005 وعملت في هيئة التنمية الاقتصادية المحلية، التقت بإبستين لأول مرة في مكتبه في سانت توماس بجزر العذراء الأمريكية بعد أن حددته كـ “متبرع محتمل” خلال حملتها الأولية لدخول الكونغرس في عام 2014.

وقالت إنها التقته أكثر من مرة، وتحدثت معه هاتفيا أكثر من خمس مرات – لكنها أجابت “لا أتذكر” عندما سُئلت في إفادة عام 2023 عما إذا كان العدد يزيد عن 10.

وفي رسالة بريد إلكتروني بتاريخ يونيو 2014، كتبت “السيدة الأولى” آنذاك لجزر العذراء الأمريكية، سيسيل دي جونغ، إلى الممول نيابة عن بلاسكيت: “جيفري، نحتاج إلى مساعدتك. نحن نحاول انتخاب ستايسي بلاسكيت للكونغرس… سيكون لدينا صديق في ستايسي… هل تعتقد أن أيا من أصدقائك سيتبرع لحملتها؟”

وفي ذلك الوقت، كانت دي جونغ تدير شركات إبستين في جزر العذراء الأمريكية. وكان إبستين قد أقر أصلا بالذنب في جرائم جنسية في عام 2008.

وأُدرجت الرسالة كدليل في ملف قضائي لعام 2023 من قبل بنك جي بي مورغان تشيس (JP Morgan Chase)، الذي كان يدافع عن نفسه ضد دعوى قضائية رفعتها حكومة جزر العذراء الأمريكية.

من جهتها، أكدت بلاسكيت خلال إفادتها أنها تلقت تبرعات من عدد من الأفراد المرتبطين بإبستين بين عامي 2014 و2020.

وحسب ما ورد في تقرير “نيويورك بوست”، فإن ليزلي غروف، التي كانت هناك لاستقبال بلاسكيت خلال اجتماعها مع إبستين في منزله عام 2018، تبرعت لها بمبلغ 2600 دولار. وتبرع محامي إبستين دارين إندييك بمبلغ 10700 دولار، وتبرع محاسب المتحرش بالأطفال ريتشارد كان بمبلغ 10700 دولار. وتبرعت بيلا كلاين، المساعدة الإدارية لإندييك، بمبلغ 2600 دولار.

في حين ردت بلاسكيت عندما سُئلت عن مساهمة كان: “أرى ذلك”، وقدمت إجابات مماثلة حول التبرعات الأخرى.

وسعت بلاسكيت أيضا للحصول على أموال من إبستين للحزب الديمقراطي في جزر العذراء الأمريكية، وحصلت منه على 13000 دولار، وفقا لدليل آخر في القضية.

ولم يحالفها الحظ في إقناعه بدفع مساهمة قصوى قدرها 30 ألف دولار للجنة الحملة الانتخابية الديمقراطية للكونغرس. وقد التمست بلاسكيت التبرعات هذه في منزل إبستين الشهير في الجانب الشرقي العلوي في خريف عام 2018.

وتحدثت في إفادتها بعد خمس سنوات عن “المشي عبر درج ردهة أكبر إلى غرفة هناك تبدو على الفور كأنها غرفة طعام، حيث كان [إبستين] يجلس إلى طاولة طويلة جداً ويجري محادثة مع رجل آخر… وجلوسي وإجراء محادثة معه”.

جاء ذلك قبل أقل من عام من اعتقاله بتهم الاتجار بالجنس في عام 2019. ثم عُثر عليه ميتا في زنزانته في ذلك العام إياه. لكن بلاسكيت أُخبرت “أنه لم يجتز التدقيق الذي أجرته لجنة حملة الكونغرس الديمقراطية (DCCC)”.

وعند الضغط عليها للحصول على تفاصيل، أجابت: “لا أعرف تفاصيل عن ماهية هذا التدقيق”.

وسأل محامٍ يمثل البنك عما إذا كانت تفترض أن الأمر يتعلق بوضع إبستين كمرتكب جريمة جنسية. أجابت بلاسكيت: “لم أكن متأكدة من مجمل الظروف”.

وكانت بلاسكيت قد قالت في عام 2019 إنها منحت جميع التبرعات المرتبطة بإبستين إلى مجموعات نسائية.

ويحقق محققون ديمقراطيون في مجلس الشيوخ في أكثر من مليار دولار من معاملات إبستين التي مرت عبر البنك، بينما يضغط الجمهوريون في مجلس النواب على حكومة جزر العذراء للإفراج عن مزيد من المعلومات حول تعاملاتها مع إبستين.

سوّى “جي بي مورغان تشيس” و”جزر العذراء الأمريكية” الأمر في نهاية المطاف في سبتمبر 2023، حيث وافقت المؤسسة المالية العملاقة على دفع 75 مليون دولار، بما في ذلك 30 مليون دولار للجمعيات الخيرية المحلية و 25 مليون دولار لمكافحة الاتجار بالبشر.

وكان إبستين وبلاسكيت مرتبطين بما يكفي لدرجة أنه لقّمها الأسئلة وقدم لها المساعدة في الوقت الفعلي حول كيفية الإضرار بسمعة الرئيس ترامب خلال جلسة استماع للجنة الرقابة في مجلس النواب في فبراير 2019 والتي حضرها مايكل كوهين، المستشار السابق لترامب.

ودفعت الوثائق المنشورة حديثا النائب رالف نورمان (جمهوري عن ولاية كارولاينا الجنوبية) إلى اتخاذ قرار فورا بلوم بلاسكيت، التي تعمل مندوبةً غير مصوّتة في الكونغرس. وقد رُفض القرار بفارق ضئيل بأغلبية 209 أصوات مقابل 214 صوتا وسط اتهامات بصفقة سرية أمنت انضمام ثلاثة جمهوريين إلى الديمقراطيين في المعارضة.

وصرح نورمان لصحيفة “نيويورك بوست”: “يجب على الكونغرس ألا يغض الطرف أبداً عندما يكون لأحد الأعضاء علاقة مالية وشخصية طويلة الأمد مع جيفري إبستين ثم يكذب أو يماطل بشأنها”.

وأضاف: “قد يكون قرار اللوم الذي تقدمت به قد رُفض بالتصويت، لكن الحقائق المتعلقة بمساهمات السيدة بلاسكيت البالغة 30 ألف دولار، وتبرعات موظفيه، واجتماعاتها واتصالاتها مع إبستين لن تختفي، ولا ينبغي أن تختفي الحاجة إلى المساءلة”.

جدير بالذكر أن إبستين، الذي قضى سنوات في استقطاب كبار مسؤولي جزر العذراء الأمريكية، كان سريعا في تقديم المجاملات عندما أنهت بلاسكيت استجوابها لكوهين في عام 2019، حيث كتب لها: “عمل جيد”.

المصدر: “نيويورك بوست”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى