فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :شعارات ثورية “ضد الإستبداد والفساد” لشبكة نصابي عملة “البيتكوين”

لما أطلق شوية مغامرين نصابين مجهولين عملة “البيتكوين”، كان الدولار بيشتري ألف وحدة بيتكوين، وبعد شويه ارتفع سعر وحدة البيتكوين 250 ضعفا، وأصبح الدولار يساوي 4 بيتكوين، وفيه حكاية طريفة إن أول تعامل حقيقي بتلك العملة جرت في 22 مايو 2010، عندما اشترى رجل من فلوريدا يُدعى لازلو هانيتش فطيرة بيتزا مقابل 10 آلاف وحدة بيتكوين، ، وكان سعيدا لأن فطيرة البيتزا كان سعرها حوالي 41 دولارًا، ولو كان احتفظ بالعشرة آلاف بيتكوين، لأصبح مليارديرا الآن، فحتى أيام قليلة مضت قبل الإنهيار الأخير للبيتكوين، كان سعر البيتكوين الواحد 125 ألف دولار، أي أن كل من كان يملك ألف بيتكوين بدولار واحد أصبح يملك 125 مليون دولار، تخيلوا؟! شيء أغرب من الخيال، بيفكرني بحكاية لما جحا استلف طنجرة “إناء” من جارته، ولما رجعت تستردها أعطاها “طنجرة “إناء” صغير، وقال لها الطنجرة أنجبت، قالت له هل تنجب الطنجرة؟ قال أيوه، وهذه إبنتها، فأخذتها المرأة وفرحت، ولما نشرت الحكاية، وجد جحا كل نساء القرية يحملن مئات الأواني وقدموها لجحا، متوقعات إنجابها أواني كثيرة، وبعد فترة ذهبن لاستراداد الأواني بأطفالهن، فقال لهم جحا لقد ماتت الأواني، فسألن جحا: وهل تموت الأواني، فقال لهن، إذا كانت تنجب، فإنها تموت. المهم إن من أطلقوا عملة البيتكوين بيغطوا عملية الإحتيال العالمية، وسبب المكاسب غير المعقولة إقتصاديا بشعارات ثورية، وبيقولوا إنها نتاج التطور التكنولوجي في الأدوات، وعملية ثورية ضد النظام المالي غير العادل، وضد نهب البنوك التجارية، واستبداد البنوك المركزية، لأنها عملة عابرة للحدود، ولا تخضع للحكومات المستبدة، وانطلاقة نحو الحرية والتخلص من القيود .. كلام بيفكرني بالثورات الملونة، لكنه لا يستقيم مع أي منطق، أين أصول تلك العملة؟ ومن يضمنها أو يصدرها؟ وكيف تحقق أرباحا بنسبة 125 مليون مرة، إنها تتجاوز أي منطق إقتصادي أو عقلاني، ومع ذلك هناك من يتواطئون ويتربحون من عملات وهمية، تجذب الطماعين، لكن لابد لها من نهاية، ولو كانت مفجعة للمخدوعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى