” Responsible Statecraft”: هدف الأوروبيين هو تفريغ خطة ترامب من مضمونها حتى تصبح غير مقبولة لموسكو

تتكرر مشاهد مألوفة ومحبطة في العواصم الأوروبية في أعقاب تقديم خطة السلام المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تماما كما حدث بعد قمة ألاسكا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأشارت المجلة إلى أن القادة الأوروبيين يقدمون إعلانات دعم علنية لجهود ترامب لإنهاء الحرب بينما يناورون لتقويض أي مبادرة تنحرف عن أهدافهم المتطرفة وغير القابلة للتحقيق، المتمثلة في استسلام روسي كامل في أوكرانيا.
ويبدو أن هدفهم ليس التفاوض على سلام أفضل، ولكن تفريغ الاقتراح الأمريكي من مضمونه حتى يصبح غير مقبول لموسكو. من شأن ذلك أن يضمن العودة إلى وضع افتراضي يتمثل في حرب طويلة لا نهاية لها، على الرغم من أن هذا بالضبط هو السيناريو الذي، في ظل حقائق ساحة المعركة الحالية، يفيد روسيا ويدمر أوكرانيا أكثر.
ولفت مقال “Responsible Statecraft” إلى أن رد الفعل الأوروبي على اقتراح ترامب جاء سريعا وكاشفا. ووفقا لـ”بلومبرغ”، انضم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على عجل إلى فلاديمير زيلينسكي في رفض العناصر الرئيسية لخطة ترامب. وبرزت برلين كأكثر الصقور تشددا بين الثلاثي الأوروبي ويُقال إنها تطور اقتراحا مضادا أكثر انسجاما مع موقف أوكرانيا.
في غضون ذلك، حددت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس الاستراتيجية الكبرى للكتلة لتحقيق السلام ببساطة مدمرة: أولا، إضعاف روسيا؛ ثانيا، دعم أوكرانيا. هذا كل شيء. سيبحث المرء عبثا تماما عن مخرج دبلوماسي، أو رؤية لهندسة أمنية أوروبية مستقبلية، أو حتى اعتراف أساسي بالتنازلات اللازمة لوقف القتال في “خطة السلام” هذه. لأنها ليست شيئا من هذا القبيل، بل إنها إشارة بحتة تترجم إلى صراع دائم على الأرض، مع مزيد من تدمير أوكرانيا ومخاطر متزايدة للتصعيد وتوسع الحرب في أوروبا.
مع ذلك، فإن رفض السياسيين الأوروبيين المتسرع لخطة ترامب باعتبارها “استسلاما” هو رفض خاطئ. كما يجادل اختصاصي الدراسات الروسية مارك غاليوتي، بينما الخطة “مكتوبة بشكل سيئ وغير مكتملة”، إلا أنها “ليست مجرد دعوة لاستسلام أوكراني” و”كنقطة انطلاق لشيء يمكن أن يوقف القتال، فإنها تحمل بعض الأمل”.







