“إكسبريس :العلاقات الإسرائيلية الإماراتية، وطموحات “برج خليفة المقدسي” في كسر السقف “الإبراهيمي”

لم يتوقف الحديث “الإعلامي” عن “ثمار” التطبيع و”خفايا” العلاقات “الودية” بين دولة الإمارات العربية وإسرائيل، منذ التوقيع على “الاتفاق الإبراهيمي” في احتفالية تاريخية بالشرفة الجنوبية للبيت الأبيض في 15 سبتمبر 2020، بمشاركة بحرينية، في حضور الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترمب.
لكن استفحال جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة وتصدّر صور الدمار اليومية ومجاعة الأطفال الشاشات على مدى عاميْن، وضع أبوظبي “الرسمية” في موقف “غير مريح”، فكان التركيز في وسائل إعلامها على “قوافل الإغاثة” الإماراتية وشحنات المساعدات “الإنسانية”، واستقبال المستشفيات “الميدانية” آلاف الفلسطينيين من ضحايا القصف الإسرائيلي.
وفي يونيو 2025، أدانت الإمارات علنًا خطط إسرائيل لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة، ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
وبلغ “الحرج السياسي” مبلغه، عندما شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة “فاشلة” لاغتيال قادة حماس في قلب (الشقيقة) الدوحة يوم 9 سبتمبر الماضي، فأصدرت الخارجية الإماراتية بيانًا رسميًا يدين الهجوم الإسرائيلي “الصارخ والجبان”، قبل أن تستدعي القائم بالأعمال الإسرائيلي في أبو ظبي احتجاجًا، ثم تشارك في قمة عربية -إسلامية طارئة استضافتها قطر .. إلى آخر صور “المؤازرة” الخليجية، التي اعتبرها البعض نقطة تحول في العلاقة “الإبراهيمية” بين أبوظبي وتل آبيب.
وكذلك، أعلنت الإمارات إدانتها “الشديدة” لتصديق الكنيست -في 22 أكتوبر 2025- على مشروعي قانونين للتوسع الاستيطاني وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.
لكن خلف هذه “الصورة” المرسومة بعناية، تكشف تحقيقات صحفية و”تسريبات” إسرائيلية حديثة عن نشاط دبلوماسي واقتصادي واستراتيجي “كثيف” في الكواليس، أن العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي لم تتأثر أبدًا، لا بحرب الإبادة في غزة، ولا بمشاريع التوسع الاستيطاني “والضم” في الضفة، ولا حتى بالعدوان السافر على الجارة الخليجية (اللدود).
إذ تداول الإعلام العبري اليوم تسريبات من “وثائق” تشير إلى وجود قناة اتصال سرية بين القيادة الإماراتية ورئيس الوزراء الإسرائيلي، في أوج “الحرب على غزة”. وقد تناولت الوثائق المزعومة تفاصيل عن مكالمات هاتفية مباشرة بين الشيخ محمد بن زايد والنتنياهو، ومناقشات حول سبل التعامل مع مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، ودعمًا دبلوماسيًا -خلف الستار- لتخفيف الضغوط الدولية على الحكومة اليمينية المتطرفة، تضمن مساعي إماراتية لـ”إبقاء نتنياهو واقفًا”، كما ورد في نص إحدى الوثائق المتداولة.
وقد تزامن “تسريب” تلك الوثائق، مع إبراز أكثر من موقع وصحيفة عبرية
مستجدات شق خط السكك الحديدية لقطار الشحن السريع الذي سيربط الإمارات عبر الأراضي السعودية والأردنية بمدينة حيفا (الإسرائيلية)، في إطار المشروع الاستراتيجي الأكبر المعروف باسم “الممر الاقتصادي” IMECبين الهند والشرق الأوسط والقارة الأوروبية، والذي انبثق من مبادرة أمريكية طرحت عام 2018 تحت اسم “سكة السلام”.
ووفقًا للمنشور في موقع ‘آي نيوز24’، فقد استمر العمل في المشروع “سرًا” على مدى عامي الحرب، ووصل إلى مراحل متقدمة من العمل المشترك. ويكشف تقرير القناة العبرية عن “زيارة غير معلنة” لوفد رسمي من وزارة النقل برئاسة الوزيرة ‘ميري ريغيف’ إلى أبوظبي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية. وقد استُخدم معرض “الصالون الجوي” في دبي “Dubai Airshow”، كغطاء لنشاط الوفد الإسرائيلي، في محادثات تعزيز التعاون الإقليمي بين دول خليجية وإسرائيل لتفعيل الممر.
وبموازاة ذلك، ذكرت مصادر إسرائيلية أن فرنسا وتركيا حاولتا استغلال انشغال تل أبيب بالحرب لدفع “مقترح بديل” يجعل الممر يلتف حول إسرائيل، عبر أراضي الأردن وسوريا، وصولًا إلى ميناء في لبنان (ومنه إلى أوروبا بحرًا). وبحسب المصادر ذاتها، فقد كانت هذه المحاولة، “سببا في التعجيل بإرسال الوفد الإسرائيلي إلى أبوظبي”.
بالمناسبة، فإن مشروع الممر الطموح IMEC سيحوّل إسرائيل عمليًا إلى محور تجاري عالمي، يربط ميناء موندرا الهندي عبر الشحن البحري إلى الإمارات، ومنها برًا عبر السكك الحديدية إلى السعودية والأردن وصولاً إلى ميناء حيفا، ليمتد بعد ذلك إلى أوروبا. كما يُخطط لمرور كابلات اتصالات وأنابيب لنقل الطاقة عبر الممر.
والمتوقع أيضا أن ينافس هذا المشروع قناة السويس كممر تجاري “أمثل” للتجارة بين آسيا وأوروبا، مما سيؤثر سلبيا على مكانة مصر الجيوسياسية، وعلى عائداتها الاقتصادية.
وبموازاة هذا وذاك، وعلى أنغام معزوفة العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، يسلّط تقرير ‘يديعوت أحرونوت’ الضوء على مشروع “برج القدس” الذي أُطلق عليه رمزيًا اسم “برج خليفة المقدسي”. والسبب أن هذا البرج الأيقوني (سيتألف من 40 طابقًا وسيضم وحدات سكنية فاخرة، وفندق خمس نجوم، ومكاتب إدارية) الذي سيُقام على “أنقاض المقدسيين المهجّرين” في حي ‘كريات يوفيل’، صممته الشركة المعمارية الأمريكية ‘Adrian Smith & Gordon Gill Architecture’ التي صممت سابقًا “برج خليفة” في دبي، أعلى الناطحات في دولة الإمارات وأشهرها عالميًا.
TiE HOUSE







