فيس وتويتر

السفير فوزي العشماوي يكتب :رأيي في قرار ترمب بشأن تجريم الاخوان

سألني البعض عن رأيي في قرار ترمب بإعتبار بعض فروع الاخوان في بعض الدول تنظيمات ارهابية، وهذه هي وجهة نظري في نقاط موجزة :
١ – يصعب الحكم علي قوة او ضعف او تأثير جماعات الاخوان حاليا وبعد التطورات الكبيرة في المنطقة، وفي حين استطاع الاخوان العمل بسلاسة نسبية في دولة كالمغرب فإنهم يواجهون صعوبات جمة في مصر والاردن، وصعوبة نسبية في تونس، وهم بلاشك احد اهم اسباب الفشل السوداني، ومن الظلم أن نربطهم عضويا بالمقاومة في غزة، فمقاومة الاحتلال حق يعلو علي اي توجه ايديولوجي
٢ – مازلت علي قناعتي بأن الاخوان يمثلون المبرر الاهم والعنصر المحفز او ال catalyst بلغة الكيمياء لغياب الديمقراطية وترسخ الحكم الشمولي، الا انهم وفي ذات الوقت يتلقون دوما قبلة الحياة من استمرار هذا الحكم ومن الازمات الاقتصادية ومن غياب السياسة الحقيقية وخنق الاحزاب المدنية، مايجعلهم الوحيدين علي الساحة، بمعني أننا أمام حالة من الديالكتيك او الارتباط الجهنمي بين الاخوان والاستبداد وغياب الديمقراطية والمشروع الوطني التنموي
٣ – مظلوميات الاخوان جزء كبير منها حقيقي، فهم محظورون ومطاردون ومعاقبون، ولكن هذه المظلومية كانت ومازالت أحد أهم أسلحتهم وعناصر جذبهم وتجنيدهم للشباب والمراهقين
٤ – يصعب الحكم علي آثار قرار ترمب، فتغير نظرة وسياسة امريكا رسميا من الجماعة من الاحتضان والتمكين في عهد اوباما الي الحظر والتجريم والوصم بالارهاب ومايستتبعه من تجريم التواصل وتجفيف الموارد تعد جميعها تطورات مهمة بلاشك، ولكنها من جهة اخري تصب في صالح مظلومية الجماعة وتصويرها باعتبارها المقاوم للهيمنة الامريكية والاسرائيلية في المنطقة، في حين اننا شهدنا تطبيعا اخوانيا خلال سنة حكمهم مع الكيان واعترافا باتفاقيات كامب ديفيد وتبادلا للرسائل واحتفاظا بالعلاقات الدبلوماسية، ناهيك عن العلاقات القوية آنذاك مع واشنطن ورهان ادارة اوباما علي دور الاخوان ( من خلال حكم مصر ) علي السيطرة علي الجماعات المتطرفة في المنطقة، وهذا كله يوضح ويؤكد الطبيعة البراجماتية للجماعة
٥ – الخلاصة الموجزة هي التشكك في نجاعة الاجراءات العنيفة محليا او دوليا في القضاء علي الجماعة، وأن مواجهتها الحقيقية ستكون من خلال امور ثلاثة : مناخ سياسي ديمقراطي تعددي، وحكم رشيد، وتنمية اقتصادية مصحوبة بعدالة اجتماعية، وهي ثلاثة عناصر كفيلة بوضعها في حجمها الحقيقي، بدلا من تضخيمها لنفسها وتضخيم خصومها لها، كل لأسبابه ودوافعه الخاصة !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى