غيومٌ لا بدَّ أن ترحل.. شعر: سليمان علوان العبٌادي

دَعِ البالَ يصفو لو تعكّر جوُّهُ
فمهما يمرُّ الغيمُ لا بدَّ يرحلُ
وما كان مُرّاً لا يطولُ به المدى
وكل الذي يعصى الحلول سَيسهُلُ
فلسنا سوى ذكْرٍ يُخلّفُ بعدنا
فهل دام للأحياءِ حالٌ ومنزلُ؟!
وكل الذي يأتيك لا بدَّ راحل
وهذي حياة الناس غادٍ ومُقبِل
ومن قَدَّم الإحسانَ للناس يلْقه
وإن حلَّ في أهل المكارم يكمُل
وإنَّ لفي القربى تواجدُ غيرةٍ
لدى البعض إن لم تجلبِ الشرَّ تقتلُ
وخيرُ قريب من تقرّب بالوفا
وليس قريباً من يُنادى ويُهمِل
وإنّ لَمِن بعض القرابة عزوةٌ
وما كل خيرٍ في القرابة يُؤملُ
فَدَعْهُم كَأهلٍ أو تباعَدْ بلا جَفا
ولا تدْعُ عيناً عن قريبك تغفلُ
وخير صديق من أتاك بلا نِدا
وخير العِدا من في قتالك يعقلُ
وإن حروف المرء رسمٌ لشخْصِه
فلو غابَ عن عينِ المُخاطَب يمثلُ
وإنّ قُلوبَ الناس خيرُمساكنٍ
وأجمَلُها مَن بالمودّة يُشغَلُ
وردُّ جميلٍ بالإساءةِ سُبّةٌ
ويصعبُ عند الناس فيه التَّعلّلُ
ومَن قَدَّم الإحسان لا بدَّ يلْقَهُ
وإنّ لَبعض الشر بالجود يبطلُ
وبين ثرى الأوطان والروح وحدةٌ
وليس سوى الأوطان للروح يعدلُ
ومَنْ يفْتدِ الأوطان عَزَّ بحضنها
وبين ذراعيها الكرامةُ تكملُ
فلا وطن يعتزُّ في غير أهله
ولا العِزُّ من غير المُواطن يُقبَل
وإن لفي جود الكرام شجاعة
على النفس كي تهوى العطاء وتحمل
وإنَّ لفي عقل الكبير مساحة
وإن رُدَّ للصُّلح المهيأ يَقبل
وقد زاد جهلاً من يقول: أنا فقط
وغيري إذا لم يقبل الرأي يجهلُ
وإن اعترافَ المرءِ بالذنبِ مغنم
وإن رجوعَ المرءِ للحقِّ أعدلُ
وميزان قَدْرِ الناس بالفكر والعَطا
ومن يُثقل الميزانَ لا شكَّ يَفضُلُ
سليمان علوان العبٌادي







