مصطفي السعيد يكتب :أوروبا المريضة تختار الحرب

تأملوا ملامح قادة أوروبا، إستمعوا إلى كلماتهم، لتعرفوا مدى الهزال الذي بلغته أوروبا التي كانت تستعمر العالم .. شعبية المستشار الألماني فريدريش مليتس حوالي 26%، والرئيس الفرنسي ماكرون تدور حول 17%، أما رئيس وزراء بريطانيا فتبلغ نحو 13%، أول ما فعله المستشار الألماني أن ألغى القيود على الإستدانة، وتراجعت الصناعة الألمانية التي كانت مضرب الأمثال 20%، آلاف المصانع إما أفلست أو انتقلت أو خفضت إنتاجها، أما في بريطانيا وفرنسا فالديون تنهكها حد الإعياء، لا تستطيع التقشف خوفا من المزيد من الغضب الشعبي، ولا تستطيع النمو، وكل هذه البلدان التي كانت تقتسم العالم لا تستطيع الدفاع عن نفسها، عدد الجيش الأوكراني مليون و500 ألف، بينما جيش ألمانيا 182 ألفا، والذي كان عدده 13 مليون أثناء الحرب العالمية الثانية، أما عدد الجيش الفرنسي قيبلغ 264 ألفا، والبريطاني يبلغ 74 ألف نظامي، و26 ألف احتياطي، أي أن مجموع جيوش ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أقل من نصف الجيش الأوكراني. وهناك جانب آخر لا يقل أهمية، فعندما جرى استطلاع للشباب الألماني حول مدى استعدادهم للموت إذا تعرضت ألمانيا للغزو، أبدى 16% فقط استعدادهم .. هذه هي أوروبا التي تقرع طبول الحرب، إنها الغطرسة التي تعميهم عن الواقع.





