غير مصنف

ظلال البيت.. شعر: محمد الليثي محمد

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

جئت
لماذا جئت؟
وأنت تحملُ أعوادَ الخريف
أم جئت تحلمُ بالماضي القريب؟
انتظر..!
حتى تخرج محبتُك
من بقاياك
إنَّ الحنانَ يموتُ بالبعاد
أنا لا أحبُّك؛
أنا أُحبُّك
كما أكره الحاضر فيك
أكرهُ جلوسُك في حياتي
قمْ، ولا تراني في المدى
انسلّ من وقتي
من عمري
من جانبي
لن أسأل ساعاتِ الانتظار
سوف أنجو بنفسي
في ظلِّ الوقت
في ظلِّ الحلم
لو أستطيعُ لجمعتُ بقاياك
من حجراتِ حياتي
بينما أنت تموتُ في ساعةِ يدي
لا فرق
بين وجودك ووجودي
أنا لا أطلبُ حرارةَ السؤال؛
أنا أطلبُ وجودك في ماءِ البحر
ماء.. ماء
في كلِّ الأماكن
ماء
لا يدخلُ يدي
لا يدخلُ عيوني
ارسمنِي ساعداً ينتظرُ الوشم
كم سنة وأنا أنتظرُ رغبتي
كم سنة وأنا أنتظرُك تقول
ماذا تقول؟
وأنت تراني أصعد
أصعد
أصعد
مع الحمامِ إلى أسفل
عيونُ الناسِ تراني
اصعد بين حصى الرحيل
لا تسأل ليلَ الغربة
عن حاضرٍ يموت
أيها الراحلُ فينا
تمهِّلْ وإن تغمد
رمحَ فراقِك
ادر وجهي للحائط
ادرْ جسدي للذكريات
وارحلْ على مهل
اتركْ رائحَتَك في الوبر
اترك رحيلَك في المرايا
تراني أوجع القلب فيك
لا شيءَ يبقى في الكلمات
وحدي.. ووحدي
أدافعُ عن ملامحي
عن سيِّدةِ الأشياء
ووحدي في البيت
أسندُ جدار القلب
أرتشف من كوبِ قهوتي
أنهارَ الروح
وأنت تغلقُ البابَ في وجهِ
الثواني
بعثر صوتَك في الصعود
وترجَّل بلطف
وانسلّ وأنت تجمعُ ظلاك
حتى لا يسمع الحنين
صوت بكائي
كل الأشياء داخلي
تسأل
لماذا تركت مكانك
في البيت؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock