كتاب وشعراء

لي… مي عساف/ سوريا

((لي..))

لي خلف جبال الصبر
كفٌ تمسحُ عرقَ الشمس
وتروّض صغار المستحيل
وتجمع للعمر صعيداً
من ورد
وحقولاً من أمنيات

ولي في السماء خراج غيمتين
وحفنة نجوم
وضحكة قمرٍ
وشال مطر
ولي ..
ولي ..
قبائل ملائكة
تضمُّ دعواتي بجناحي آمين

لي في حقول الوعود
منذ أول غرسةِ أمل
غابة زيزفون
جريان نهر
صبر كينا
ثبات خيزرانٍ يكتب
على جبين الحياة
ماكان الوصول لتلك القمم
محض وشاية

ولي على شاطىء الذكريات
مرفأ قديم
شاخ فيه الحنين
وذبلت في ملامح عجزه
عيون الترقب و الانتظار
وثمة ألف ربّانٍ هناك
شهدوا دموع القصيدة
وتنهدوا لحزن الحروف
وهي تغلي في تنانير
صمتها المكابر

لي في ذمّة الأقدار
ألف وعدٍ بغلالة فرح
بضحكة ناي
بسلال شموسٍ تضيء
مناهل العتمة
ولي يا دمع الخريف
حصاد ريح
في مواسم الخيبة
في وقاحة كذبة جاءت
تحلّق بأجنحة الخرافة

ولي في خاصرة العمر
جرح ما برأ
ولي في دروبه حلم تحطّم
وآخر سُرق
ولي خلف تلال التعب
نهر عجولٌ عجول
يحاول أن يستريح
على جمر الوجع

ولي في عمق آلامي
بوح أسير..
يمسّدُ في ليالي الوحدة
جبهةَ الصمت
يضيء آخر شمعة أمل
على ثغر ناي وضفة وتر
يكتم ألف آهٍ
يمشي على أطراف أصابع السطور
كي لا يوقظ
جرح الكلمات
ويستفيق دمعٌ يضيء
مصابيح الكتابة
ويشعل فيها فتيلَ المداد
فيهبني بعد كلِّ هذا الموت
حياةً جديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى