فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :لماذا تخشى تركيا والكيان ودول الخليج من إنتصار روسيا؟

إذا توقفت الحرب الأوكرانية بين روسيا وحلف الناتو فسيكون لها ارتدادات عميقة على منطقتنا. أول المتضررين تركيا، التي كانت تترقب إضعاف روسيا لتعزيز نفوذها في المنطقة العربية ووسط آسيا وحتى أفريقيا. وقد دعمت تركيا أوكرانيا في الحرب ضد روسيا، وأمدتها بطائرات مسيرة “بيرقدار” وذخائر وغاز ونفط، وأنشأت مصنعا للطائرات المسيرة في أوكرانيا، وقبل بدء تشغليه دمرته روسيا تماما، ونسفت محطة غاز أنبوب قادم من أذربيجان إلى أوكرانيا عبر تركيا، ثم فجرت سفينة تركية قبل بدء تفريغ شحنتها من الغاز في ميناء أوديسا، وهناك تلميحات بأن روسيا وراء إسقاط طائرة شحن عسكرية تركية فوق جورجيا، راح ضحيتها 20 عسكريا تركيا. كانت روسيا تحاول تحييد تركيا لعدم فتح جبهة جديدة أثناء حربها القاسية مع حلف الناتو في أوكرانيا، لكنها كانت تراقب بقلق استغلال تركيا لانشغالها بالحرب في أوكرانيا، خاصة بعد أن اشتركت مع إسرائيل وأمريكا ودول خليجية في احتلال سوريا، وتنصيب الجولاني وجماعاته الإرهابية في حكم سوريا، ثم الإتفاق مع أذربيجان على إنشاء ممر زنجزور ليربط وسط آسيا بأوروبا، وتسميته “ممر ترامب”، بما يعزز نفوذ حلف الناتو في وسط آسيا، بل توجهت تركيا نحو أفريقيا البعيدة جدا عنها، لتعويض التراجع الفرنسي والأمريكي في أفريقيا، وأنشأت قواعد لها في السودان وجيبوتي، وتحركت “داعش” في الصحراء الكبرى، وهو ما يؤكد أن تركيا تنسق وتتلقى الدعم من حلف الناتو لترعى مصالحه من جديد، لتنتزع توكيل رعاية مصالح أمريكا والكيان وأوروبا في تلك المناطق. وفي حال إنتهاء الحرب الأوكرانية سترتعش تركيا التي تدرك أن روسيا لن تغفر لأردوغان غدره، خاصة في سوريا وأذربيجان، وسعيه لإنشاء منظمة تضم تركيا ودول القوقاز جنوب روسيا، تهدد خاصرتها الرخوة، وتعرقل طريق الحرير الصيني الجديد. أما الكيان الذي كان يدعم أوكرانيا بحذر، لكن بوضوح، فهو متضرر أيضا، لأنه يخشى من تعديل موازين القوى، وتعزيز التحالف بين روسيا وإيران، واستكمال ممر شمال جنوب الذي يربط روسيا بميناء بندر عباس الإيراني، ويمنح روسيا إطلالة على المحيط الهندي، وهو ما يؤثر أيضا على دول الخليج المنخرطة في تحالف ضمني مع حلف الناتو والكيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى