رؤي ومقالات

حمزه الحسن يكتب :المثقف في صوره الأخيرة

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

من أكثر المفاهيم التي دخلت سوق التداول سواء عند عامة الناس أو أهل القلم ولا أقول” نخبة” لأن الوصف لا يتطابق مع الموصوف،
هو المفهوم الخاطئ للمثقف بحيث صار يطلق على كل من يقرأ ويكتب أو يؤلف كتباً وهو أقرب تعريف لمفهوم الكاتب العمومي ، العرضحلجي، وكنت أسمع جارتي تهدد زوجها بالذهاب غدا للشكوى ضده عند العرضحجلي فلان لأن قلمه يذبح الطير وهو مالك أسرار المدينة والراوي الصامت الذي لا يكتفي بالشكوى حسب وصف المشتكي بل يضيف لها من خياله بحيث تصبح قصة أخرى.
المثقف منتج معرفة جديدة، لغة جديدة، لا ولاء ولا انتماء لغير الحقيقة، يرفض كل أشكال الوصاية، هو صورة مستقبل، عالق بالشأن العام ولو كان مرفها، معكر الهدوء، لا يخضع للاكراهات العامة من أي طرف، ليس عنصر تهدئة ولا خالق اجماع بتعبير أدوارد سعيد، ومحرك قضايا مسكوت عنها ، وعاشق تفاصيل مهملة وباحث في الزوايا المخفية لأن الحياة في التفاصيل وليس في الخطابات والحفلات والاعلانات.
أين هو هذا المثقف في واقعنا أمس واليوم؟ لنبحث عنه في تاريخنا الحديث وسنكون سعداء لو وجدناه مع الاحترام للمثقف الحقيقي الذي انزوى واعتزل حفاظا على كرامته في هذا الحفل التنكري أو من واصل الكتابة بشجاعة دون ان يلتفت الى الوراء لانه يعرف ماذا يفعل وواثق من نفسه ومن الايام وهذا الصنف يضيع في هذا الازدحام والضجيج والتهريج .
حاول البعض ترسيخ مفهوم المثقف محبوب الجماهير كمطرب يبيع الوهم للناس من أجل الكسب الحزبي وحتى اليوم لا تزال هذه العقلية الصبيانية مستمرة التي تنظر للكاتب من زاوية الحشود والحشود ليست معياراً للخطأ والصواب. الحشود أصناف وطوائف وقبائل وعقائد وأمراض وتجارب وقناعات واهواء ولا يمكن ان تجتمع حول رأي واحد بظاهرة أو كاتب لكن صورة الكاتب او المثقف حبيب الجماهير من بقايا تراث الاحزاب الشمولية التي انتجت ببغاوات ملقنة بعناوين مزيفة وروجت لها في وسائل اعلام يوم كانت وسائل الاعلام محصورة في جريدة مركزية لهذا الحزب أو ذاك وعندما اقتربنا من هؤلاء” النجوم” في المنافي ثبت لنا أننا أمام مخلوقات صنعتها وسائل الدعاية الحزبية وحتى في الأدب.
شهد تاريخ العراق منذ ثلاثينات القرن الماضي أنواعاً جديدة من “المثقفين” مع ظهور الاشتراكية والنازية والفاشية والسرديات الكبرى،
وصادف ظهور هؤلاء الدراجة الهوائية وادوات الحلاقة ونعال أبو الإصبع
والبنطال والشارب الثوري والقطار وقلم الحمرة والخ.
تأخر الوقت طويلاً لنزع أقنعة هؤلاء وليقولوا ما شاء لهم الهوى
وقد قالوا عنا أكثر مما قيل عن هولاكو والحطيئة وكازانوفا وقول مالك في الخمر وفرغت الجعبة بالتجاهل والاصرار، فلا نسمع ولا نقرأ لهم ولسان حالنا قول المتنبي:
” وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا ــــ لأنّي ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي”
لم يبق ما نخسره جميعاً والكارثة حلت بالجميع وأخرى في الطريق.
أهم وأول هؤلاء هو:
1: المثقف الثورجي. هذا المثقف ـــ التسميات هنا إضطرارية ـــ بالشارب الثوري حامل لواء الماضي والحاضر والمستقبل وهو يتحدث بإسم التاريخ والحقيقة والشرف، مكلف برسالة كونية وتصحيح اخطاء التاريخ،
لكنه في الحقيقة ببغاء ملقن من الحزب ودمية شرسة كلفتنا تنظيراته الصبيانية الكثير من الويلات والمجازر وعند كل اخفاق أو فشل يلحس أقواله ويلقي المسؤولية على أشباح ،
أو ينتقل الى الأدب وكما خرب لغة السياسة خرب لغة الأدب.
علاقة المسؤول الحزبي بمثقفه هي علاقة الشيخ بالمريد، علاقة التابع بالمتبوع، نظام الطاعة والخضوع والتبرع بالعقل نفسه في الحالتين، العقاب والمكافأة هنا وهناك، هنا تخوين في حال الاختلاف وهناك تكفير، هنا نص يجيب على كل الأسئلة وهناك نص، هنا وهناك خلع الذات، هنا مشروع اقصاء ومحو وهناك أيضاً.
المختلف منحرف حتى يندمج هنا أو يؤمن هناك.
انتهى ما يسمى المثقف الثورجي اليوم يعاشر البوم الصور القديم وعلى تخوت المقاهي صار يروي حكايات عن الفلقة والهروب والتعذيب هي كل تاريخه السياسي مع ان واجب المثقف انتاج معرفة جديدة وتوقع المستقبل وهدم الوعي الاسطوري وليس ببغاءً في قفص يخدع الناس لاجل الكسب الحزبي ويمجد الاوهام العامة.
هذا المهرج يحلل كل ظواهر الكون والارض بلغة السياسة الرديئة المدرسية،
لا علوم في الحياة ولا معرفة ولا فكر حديث ولا علم نفس واجتماع وتاريخ
ولا أدب ولا فن ولا فلسفة ولا موسيقى ولا علم النقد،
يثرد سياسة ويغمّس سياسة ويجتر القاموس نفسه كالبعير يلوك اللقمة
من الفك الأيسر الى الأيمن. إسطوانة جاهزة لكل المناسبات.
بعض بقايا هذا الداعية الثورجي رغم انهم صاروا ديناصورات منقرضة،
لكنه يظهر في كل مناسبة باللغة الشاحبة المكررة نفسها، كما يحاول تابوت تلميع مساميره الصدئة،
ولكي لا ينساه الناس حتى بعد افلاس المشروع وافلاس اللغة
ولم يعد حزبه يحتاجه فلا شيء يمكن تسويقه فصار فريق منه تحت مظلة قناة شيخ خليجي او في صحيفته بعد أن كان يشنع عليه كرجعي متخلف،
ولم يعد يتحدث عن الامبريالية بعد أن تحالف مع جيوشها.
اذا اختلفت معه، اختلفت مع كل رفاق القبيلة من السويد الى المكسيك الى العراق، كما لو دست كلباً في الظلام ونبح فتنبح معه من بعيد كل كلاب القرية، لو غضب منك الرفيق، حسبت الرفاق كلهم غضابا، لا فحص ولا سؤال ولا بطيخ وهي خاصية العقل المستقيل الملقن.
التلقين والتكرار والعقاب والمكافأة سمة جوهرية في الاحزاب الشمولية وفي تدجين الحيوانات أيضاً،
لو غضب الرفيق، ستغضب عليك بنو تميم بلا سؤال عن السبب على قول جرير:
” اذا غضــبت عــليك بنــو تميم ـــــ .حسبت النــاس كلــهم غضابا” حتى الذين لا يعرفون من انت لأننا لم نغادر زمن الشاعر جرير ولاننا في اليمين واليسار لم نغادر خيام القبيلة في العقلية والباقي اصباغ وشعارات لطش وزخرفة تنهار من مزنة مطر او في الاختلاف.
2: المثقف المدلكجي:
هذا المثقف بزغ كنسخة منقحة من المثقف الثورجي، وهو مساح أكتاف وبائع فرارات في كل المراحل،
بزّاخ كما لو أنه ولد في فرقة خشّابة، في تمادح مع الاصدقاء وتبادل اطراء، كما لو ان واجب المثقف اشغالنا بما يحب أو يكره في زمن عاصف وخطير.
لكنه أنتح لنا المثقف الشعاراتي.
3: المثقف الشعاراتي.
هذا أقرب ما يكون للمهرج. نفاخ. نفاج. يتحدث عن الواقع بلغة السحر،
صاخب ومعروف بشعارات الحيطان،
لأن المثقف منتج معرفة جديدة وكشاف دروب وعصيان معرفي،
لا يرى الشعاراتي غير الأمام بعد أن وضعوا له” حنديرة” الخيول ولا يختلف عن أي عرضحلجي أمام محكمة يكتب حسب الطلب. لا تجامله ولا تؤانسه لانه يحتقر من يحترمه ويحترم من يحتقره.
مصدق انه الديك اليقظ الوحيد في مملكة المغفلين والنائمين وينسى ان منافسين جددا دخلوا حقول المعرفة من علماء واطباء وخبراء جينات وفضاء وهواتف وحتى صارت رابوتات تعمل في مؤسسات حساسة، ولم يعد هو العارف الوحيد الذي لا يعرف من هو،
وظل هو يروي لنا كل يوم حكاياته الخاصة التي لا تسلي الصغار قبل النوم.
4: المثقف التتنجي:
زبون دائم للمكتبات ودائما تحت الابط مجموعة كتب، صبّاغ وقاضي أرصفة متجول وحاوي ارانب للابهار في سيرك،
” محفلط مزفلط ـــ لبّاخ ـــ كثير الكلام/ عديم الممارسة/
عدو الزحام/ بكام كلمة فاضية/ وكام اصطلاح/ يفبرك حلول المشاكل قوام” بتعبير الشاعر أحمد فؤاد نجم عن مثقف: مقهى ريش،
لا يتحدث في السياسة بلا سيجارة وغالباً من موقع المتعالي على الناس،
لكنه منهم في العقلية وعندما حاول التمايز عنهم عن طريق الأدب،
أفسد لغة الأدب كما أفسد لغة السياسة من قبل.
5: المثقف المطيرجي.
هذا شخص بسيط عامل أو كاسب أو بائع عربة جوال شده نداء الحرية
والفقر والثورة والعدالة، فإنتمي الى أول حزب وجد بابه مفتوحاً بلا علم ولا فهم، لكنه عاش المحن والسجون وهو في النهار مطيرجي وفي الاجتماعات الحزبية ثورجي، ديك أضاع المشيتين: نسي مشيته ولم يتعلم مشية الطاووس،
مطيع وصنم وإنتحاري لو تطلب الأمر وعنده الواجهة والسمعة أهم من الفلسفة والاشتراكية والوطن والجماهير والتاريخ.
6: المثقف السختجي كما لو انه ولد في سوق مريدي او عمل في حمام رؤوف للنسوان في حي “المربعة” ويطلق عليه البعض المثقف اللنكة او بالات الملابس المستعملة على الرصيف. السختجي اصلها تركي وتعني: مراوغ، مخادع، غشاش وظيفته ابهار النطائح والمترديات والمنسيات من انفسهم بقصائد غزل منتحلة: دهان، غشاش، نصاب: هذا مع المطيرجية مطيرجي ومع السكارى سكير، وفي طليعة موكب التشييع أو حفل دون أن يفهم شيئاً،
وكل همه أن يكون في الواجهة حتى أمام مفرزة إعدام وهو مشغول بفكرة الصيت وصناعة الواجهة مع انه طرطور سياسي لا يصك ولا يفك ولا يعرفه حتى منظف الشوارع ولا بائع عربة النفط وليس في ذاكرة احد ولا في سجل ثقافي ومعرفي إلا في سجلات الدائنين وقوائم الدفانين للموتى المحتملين وغرف مستشفيات الطوارئ من كثرة وقوعه في حفر المجاري ثملا منتصف الليل.
7: المثقف العربنجي. قد يكون أستاذاً أو دكتوراً أو محامياً، ديك مدجن من الأسرة والعشيرة والحزب والسلطة والامن والاستخبارات ومختار الحي وبنت الجيران. يلعب مع الجميع ويكسب مع الجميع وعند تعرض الباخرة للحريق هو أول القافزين الى بر الأمان،
عنده حاسة شم كلاب الصيد ويشم الخطر قبل وقوعه.
8: المثقف الصالونجي.
تربية بارات ومقاهي وكل تجاربه من هذه الأمكنة المغلقة، لم يخرج للحقول والأكواخ ويسمع السعال والأنين،
غالبا يظهر بغليون سارتري وقميص حداثي لكن يمكن قياس عمقه بعود ثقاب، مسطح يبهر المنسيات والمغفلات بالمدح والاطراء وصانع فخاخ ، وبمصطلحات لا يفهم منها شيئاً. خبير بالانتحال خاصة الشعري بحيث لا يتعرف المؤلف الحقيقي للقصيدة على قصيدته حتى تحول كافافيس وريتسوس والشاعر المكسيكي اللبناني الاصل خايمي سابينس الى شعراء عراقيين عشاق الطيور والفراشات والزهور في حين ان افضل عشاء عنده هو وجبة طيور ومستعد لسحق كل الفراشات والزهور لو تطلب الأمر.
لم يسجن او يحارب او يشرد او يُطارد وعاش مرفها ومتصالحا مع كل السلط في كل الحقب وكان ولا يزال جزءًا من ” النظام” بالمعنى الواسع لمفهوم النظام، كل تدجين هو نظام وصناعة هويات مزورة واستعمال لغة التحايل كأداة سيطرة وسلطة خفية.
السلطة في الفكر الحديث ليست الحكومة كما في الخطاب السياسي الشائع بل شبكة علاقات بين الافراد والجماعات التي تخلق سلوكيات محددة. أي اكراه هو سلطة.
مخلوق مهجن محشو ببنطال وحذاء وربطة عنق وقاموس مستهلك ولا شيء غير ذلك.
9: المثقف اللغوجي.
هذا يسقط في عبك وتحت الإبط كقنبلة هاون، خبير ويفهم في كل شيء من الصواريخ وحتى الصلع وصناعة الشحاطات، ومن حرب النجوم الى الصراع الطبقي، ولا توجد مشكلة في المكسيك أو الصومال لا يعرف كيف يفكك شفراتها، لكنه عاجز عن تنظيف باب المنزل من النفايات ولا يعرف ماذا يجري في المنزل بعد الخروج من البيت ولا في سرير النوم المقدس من ألعاب.
10: المثقف اللمبجي.
هذا المثقف هو الوجه الآخر للمثقف الثورجي ونقيضه في الظاهر،
لكنهما وجهان لعملة واحدة: الثورجي يتحدث باسم المستقبل واللمبجي باسم الغيب، الأول يستميت في الدفاع عن النظرية والثاني يدافع عن الله كما لو ان الله في مأزق. عالم اللمبجي مكتمل. لا سؤال بلا أجوبة جاهزة. لغة يقينية جازمة حازمة مع أن الحياة إحتمالات واللغة مقاربة للواقع وليست الواقع، والسياسة فن التوقع والاحتمال
واللغة اليقينية الصارمة لغة سلطة وشواهد قبور ولوائح سجون وثكنات ومحاكم وعناوين الطرق والمحلات،
والخطأ الفادح الذي وقعت فيه البشرية، بتعبير نيتشة، هو الايمان المطلق باللغة.
الحياة عنده نصوص مغلقة وعالم بُني وإنتهى.
الناس خطاة وهو موكول بالاصلاح. عصابي وسطحي ووقح في الاختلاف.
كل ما حدث حدث في الماضي. الحاضر هو الماضي. المختلف معه مختلف مع الحياة والطبيعة والكون والاخلاق.
لو تسحبه خارج قاموسه ستجده يلبط ويكفّر ويلعن كسمكة في الرمل.
11: المثقف الحداثجي.
هذا نسخة جديدة ظهرت مع الاحداث وهو غالباً بلا تجارب ولا خبرة عدا سماع الاغاني الحديثة وقصة شعر غلامية وجوزي قميصه مطرز وردة. قالوا في محاولة تضخيمه وتسويقه إنه يتحدث بلغة لا نعرفها،
وعالمه النفسي يختلف عنا نحن أجيال الهزيمة، وهو وعد وبشارة ووردة إنبثقت من الانقاض والخراب والحرائق، لكنه في النهاية ظهر أنه زرزور ناقع بالدهن، لا يفرق بين حرف الألف ورقبة البعير،
هو صناعة سراديب ومحطات تلفزة ونفخ في قربة مثقوبة أنتجت سيولاً من دماء نقية، بلا ثمن، بلا تاريخ جديد إنبثق، بلا قصة حياة مختلفة ولدت،
بل خيم العزاء ورماد الوجوه واليتم والصفقات.
12: المثقف الدنبكجي.
بزاخ من طراز فريد وضارب طبل في كل المناسبات. تراه في احتفالية الحزب الشيوعي ثم تراه أمام ضريح ينوح، يمشي في مواكب العزاء ويفكر في موعد فتح الحانات، لا تعرف كيف ترقص معه وبأي رجل ، يقفز من حزب الى آخر كالسنجاب كما ينتقل من غرفة الى غرفة والف شخصية في مخلوق واحد. ويبرر كل حالة.
لو وضعت كل هؤلاء في خلاطة أو معصرة لظهر لك نموذج واحد على شكل: ببغاء : جميعاً بلا مشروع سياسي أو ثقافي أو إقتصادي بل وبلا مشروع دواجن
عدا مشروع مقبرة:
الهدف السلطة وليس الحرية، المحو هنا والاقصاء هناك، العقلية واحدة وفكرة الانتقام.
13: المثقف الليبرالي: هذا آخر إكذوبة ظهرت في السنوات الأخيرة بلا فحص ولا سؤال ولا تدقيق وشر البلية ما يضحك بظهور ” المثقف الليبرالي” في مجتمع يعيش على حافة الهاوية مع ان الليبرالية ليست نظاما اقتصاديا فحسب بل ثقافة ومجتمع مفتوح وضمانات وحرية تعبير وتداول سلطة بالاضافة الى نظام مصرفي شفاف ورقابة عامة وطبقة ثقافية بالضد من السلطة السياسية ، فكيف يكون ليبرالياً في مجتمع عاد للتكوينات البدائية؟ أوروبا قطعت قرونا للوصول الى الليبرالية في ثورات فكرية وصناعية وعلمية وفلسفية وتكنولوجية ونحن عدنا الى زمن الأساطير.
أين يجد هذا الليبرالي الفلتة بيئة ثقافية وسياسية واقتصادية؟ مع ان الليبرالية بكل انواعها لا تؤمن بمرجعية غير مرجعية السوق؟ وكيف يسبح السمك في الرمل؟ كيف ولد هذا الليبرالجي وسط غابات السلاح واللصوص والعصابات واللادولة وبلا بيئة حاضنة ولا نخبة ثقافية رصينة كنقيض للسلطة السياسية ولاا حقوق فردية مثبتى بقانون تحمي البحث والحق في الفردية والاختلاف والتمايز والشك في المسلمات؟
14: المثقف النقدي والشاهد الاخير .
هو الغائب عن مشهد الزور ومنغرس في الوجع العام. هو الأعزل المختلف.
هو حكاية جديدة وحامل خبر الايام القادمة. لا ولاء لغير الحقيقة. لا مصلحة لأن المصلحة حجاب وعمى.
لا يهادن ولا يجامل لكنه ساحة رمي للجميع. غريب غربة كناري في حقل الغربان. يتيم في حفلات المقاولين.
لكنه المغني الاخير يوم يهدأ التاريخ من عربدته.
وجود هذا المثقف في مجتمع محارب وثقافة محاربة وصراع مصالح وتقاسم
أسلاب وموائد مقاولين، كوجود بوذي في موكب عزاء كربلائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock