هاني الكنيسي يكتب :كيف يقود أغنى سبعة مليارديرات في العالم إمبراطورية الإعلام الصهيوني؟

مع اقتراب الملياردير ‘لاري إليسون’، ثاني أغنى رجل في العالم، من الاستحواذ على شبكة ‘سي إن إن’ CNN الإخبارية، تكتمل حلقة “احتكار” المال “الصهيوني” للإعلام الأمريكي (ومن ثم الدولي).
فمؤسس شركة ‘أوراكل’ Oracle التكنولوجية الذي تخطت ثروته مؤخرا الـ 393 مليار دولار، والمتعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، ليس فقط أحد أبرز حلفاء الرئيس ترمب وأكبر ممولي الحزب الجمهوري، بل إن إليسون يُعد “أكبر متبرع فردي” لجيش الاحتلال الإسرائيلي وفي حفل لجمع التبرعات، قال بالحرف: “في جميع الأوقات العصيبة منذ تأسيس إسرائيل، استدعينا الرجال والنساء الشجعان في الجيش الإسرائيلي للدفاع عن وطننا… لا يوجد شرف أعظم من دعم بعض أشجع الناس في العالم”.
وعندما تتم صفقة شراء شركته Paramount Skydance لتكتل “وارنر برذرز ديسكفري” Warner Brothers
العملاق، فسوف يعني ذلك امتلاك ‘إليسون’ فعلياً لأهم استوديوهات إنتاج الأفلام وأشهر محطات التلفزيون والخدمات الإخبارية، مثل ‘إتش بي أو’ HBO، و’سي إن إن’، و’ديسكفري+’. وهو الملياردير نفسه الذي بات يسيطر على منصة TikTok (التي يعتبرها الشباب الأمريكي المصدر الأول للترفيه والأخبار)، بموجب أمر تنفيذي من ترمب الذي فرض علي الصينيين بيعها لتحالف تقوده شركة Oracle المملوكة لإيلسون.
وكان أول ما فعله ‘ديفيد’ نجل الملياردير الصهيوني ‘لاري إيلسون’، عندما استحوذ قبل أشهر على شركة Paramount Global، أنه قام بتعيين ‘باري فايس’ -التي تصف نفسها بأنها “متعصبة صهيونية”- رئيسة تحرير
لشبكة CBS News الإخبارية، والتي تخلصت فوراً من الأصوات “المعادية للسامية”.
وبهذا، تكتمل سيطرة “العظماء السبعة” (أغنى مليارديرات العالم) على مفاصل المشهد الإعلامي الجديد في العالم؛ بنوافذه التقليدية العتيدة ومنصاته الرقمية الحديثة.
فإلى جوار الإمبراطور ‘إيلسون’، يتحلّق ستة آخرون من أباطرة المال حول الوليمة الإعلامية:
*إيلون ماسك: اشترى منصة تويتر عام 2022، وحوّلها إلي X التي أصبحت بوقًا لأفكاره اليمينية المتطرفة (روّج علنا لضرورة الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو)، وقام بتعديل برنامج الذكاء الاصطناعي Grok لإنتاج ردود “مدروسة” على أسئلة المستخدمين.
*جيف بيزوس: مؤسس أمازون، اشترى صحيفة واشنطن بوست عام 2013، وفصل الكتاب المعارضين للحرب، كما اشترت أمازون منصة البث تويتش واستوديو الأفلام MGM ومنصة الكتب الصوتية Audible.
*مارك زوكربيرج: مالك فيسبوك، وإنستغرام، وواتساب، الذي لم يتوان عن مواءمة منصاته مع حركة “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” MAGA، بما في ذلك إقالة فريق التحقق من المعلومات وفرض رقابة “مسيّسة” على المنشورات.
*سيرجي برين، و *لاري بيج: مؤسسا أكبر محركات البحث العالمية ‘غوغل’، ومالكا أهم منصة رقمية للفيديو ‘يوتيوب’. وبرغم أنهما ليبراليان ولا يدعمان ترمب أو اليمين المتطرف، فقد تعرضا لانتقادات بسبب آليات “الرقابة والفلترة” التي يطبقانها علي المحتوى لصالح “بعض الأطراف”.
إلا أن القاسم “المشترك” بين أغنى أغنياء العالم أو “أباطرة” الإعلام السبعة هو “الولاء العلني” لإسرائيل واعتناق الفكر الصهيوني. وفيما يلي بعض الأمثلة:
-في 2024، التقى ‘ديفيد إليسون’ بجنرال إسرائيلي للتعاون في مشروع تجسس على “المواطنين الأمريكيين المشاركين في نشاط مؤيد لفلسطين”. كما أعلنت ‘سافرا كاتز’ الرئيسة التنفيذية لأوراكل في إسرائيل، أن: “أوراكل تقف مع إسرائيل، مشددةً على أن “التزامنا تجاه إسرائيل لا يضاهيه شيء”.
-في نوفمبر 2023، سافر ‘إيلون ماسك’ إلى إسرائيل معلنًا دعمه المطلق لحرب الإبادة في غزة، ووقّع اتفاقية تمنح حكومتها “سيطرة وإشرافًا على بوابات اتصالات ستارلينك”. وقد وصف النتنياهو منصة إكس بأنها من “أهم أسلحة إسرائيل في الحرب”.
-منذ عام 2016، لم تخفِ منصات ‘زوكربيرغ’ تحيزها الصارخ للسردية الصهيونية. إذا استجاب فيسبوك لـ 95% من طلبات تل آبيب لإزالة المحتوى المؤيد للفلسطينيين. وتعمق هذا “الولاء”، بتعيين ‘إيمي بالمور’ الجاسوسة السابقة في “الوحدة 8200” الإسرائيلية، في مجلس الإشراف على محتوى المنصة. وعرض تقرير لمنظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ HRW أدلة موثّقة على “رقابة منهجية للمحتوى الفلسطيني على إنستغرام وفيسبوك” (اتضح أن 1049 حالة من أصل 1050 مادة محذوفة تم فحصها، كانت “تعبيرات سلمية تمامًا عن دعم فلسطين”). أما ‘واتساب’، فيستخدمه الجيش الإسرائيلي “لتتبع واستهداف عشرات الآلاف من الأشخاص في غزة”، بينما تأكد توظيف “مئات من عملاء الوحدة الاستخباراتية 8200 السابقين في شركة ‘ميتا’ مالكة فيسبوك وإنستغرام.
-غوغل وأمازون:وقّعت الشركتان عقدًا بقيمة 1.2 مليار دولار مع الحكومة الإسرائيلية “لتوفير الحوسبة السحابية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي لجيش الاحتلال- وهي تقنية تم استخدامها لمراقبة المدنيين في غزة والضفة الغربية”، مما أثار احتجاجات بين موظفي الشركتين. ويوجد في غوغل وحدها “ما لا يقل عن 99 جاسوسًا سابقًا من الوحدة 8200 يعملون في مناصب رئيسية”، حسب أحدث التقارير المنشورة في الإعلام الأمريكي.
TiE HOUSE







