الذي قال قبل أن يقول …….بقلم زكية المرموق المغرب

قال وهو يخرج مني
حتى غبت عني
لا تناديني بأسمائي
الأسماء صناعة بشرية
وأنا أنت حتى قبل اللغة
ولا تكلميني بمنطقة الصواب
والخطإ
الصواب خطأ حينما لايكسر أضلاعه
كي يبدأ الوجود
ثم اختفى في الكتاب
كما تختفي بذرة في حقل ذرة
وتركني عالقة في السطر
أرتب الحروف على الورق
كما ترتب النساء في صدورهن
التعاويذ
والوعود
وقبل أن يقضي جداله النهار
مع الليل
شق الجدار وبزغ مثل فجر
بعد ظلام مستطيل
بينما كنت أطعم أمسي ليومي
فالوقت ذئبة حزينة
فقدت أبناءها
بينما حلمتاها تقطران بعد بالحليب
والألم
وضع شمسه في حجري
وصورة بالأبيض والأسود
لغيابه في دفتري
وقال وهو يغسل ألواحه
بمدادي
كان لي قبلك سيرة وأثر
لكن الجسد مسمار
واللوحة قلبي
كيف لي أن أقرأ انعكاسه
في
ولا صوت لي بعده
ولا قبل
انا له
وهو له
فمن أنا سواه
وكيف أكون غيره
وعتمتي ضوؤه
وعطشي دلوه
ثم قال دون أن يقول
ما في الجبة سوى السكون
كل طريق شوق
وشوك
انظر إلى ماوراء الحجب
ثمة من يشبهك في رؤاه
انظر جيدا حتى تفقدك
كي تراه
الطريق أمامك كتاب
وخطوك قلم
فتحرر منك كي تولد
ريش الحياة هش
والكلمات أعشاش
وفخاخ
لا تته بين الرفع والكسر
العالم تقوده الحركات
لا الصمت
وقبل أن تكتب بيمناك
درب يسراك على المحو
كلما ركضت وراءك كنت
وكلما ركضت أمامك عدت
قل لي إذن أيها التائه عمن تبحث
أقول لك من أنت
العاصفة بنت الحياة
لا الموت
ينتظرها المزارع وعيناه
ترقص في السماء
لكنها ترعب البحارة مثل طفل
أمام شبح
أيتها السفن
أغمضي عينيك
وانتظري الطوفان
الطوفان درس في الفيزياء
لا في الجيولوجيا
وفي قانون الماء
الغرقى فقط هم الأحياء









