مراهقة في سنِّ الخمسين…بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

ها أنا أجددُ عُمرَ قلبي مرتَينْ
وأمضي خفيفةً… كأنّي في ربيعٍ لا يَبينْ
خمسونَ مرّتْ يا صديقي ولم
تَستأذنِ الأحلامُ في طرقِ الجبينْ
ما زلتُ أركضُ خلفَ شمسٍ شابَ منها الضوءُ،
لكنّي أنا… ما شِختُ من لهفتي،
ولا خانتني عينْ.
أُحبُّ كأنّي لم أُجرِّبْ قبلَ هذا الحبَّ شيئًا،
وأفرحُ مثل طفلةٍ تسرقُ من الأمطارِ أغنيةً
وتخفيها بجيبِ الفُستانِ، كي لا يراها الحاسدونْ.
في الخمسينَ…
أكتشفُ أن العمرَ ليس عدَّ السنين،
بل كم مرّةً نهضَ القلبُ بعد أن ظنّوهُ سجينْ،
وكم مرّةً ضحكتُ حين قالوا:
“انطفأَ الفرحُ”
فأوقدتُهُ بدمعتين.
أنا مراهقةٌ… نعم،
لكنّها مراهقةُ الحكمةِ،
مَن تُكابرُ على وجعها،
وتَعرفُ أن الزهرَ لا يخجلُ من كونه يزهرُ
ولو تأخّرَ موسمانْ.
فإن سألوكِ عن سِرّي،
قولي لهم:
إنها امرأةٌ خذلتها الأعوامُ قليلًا،
لكنّها خذلتِ الشيبَ كثيرًا…
وما زالت تُجيدُ المغامرةَ،
كأنها في العشرين.









