المدينة المتعبة….بقلم إيمان موصللي

المدينة المتعبة تعترف بحزنها
رزينة تطمئن على جرحها كلما مرّ عليه الزمان وبكى
جيوبها فارغة من الحقول
نهرها منذور للعطش
توثق دهشتها البكر على جبل
حملته في بطنها منذ أول التاريخ
تترقب خبر إفلاس الأرض لتستريح
مدينة كذّبت كل النبوءات
فمن مشى فوق الماء شربه البحر
ومن دحرج الصخرة كان سعيدا بالتصفيق
ومن مات بلا لقب
ترك مكانه للعصافير والفراشات
رفع كفنه راية لفقره النبيل ومضى منتصرا
مدينة تنحت الحقيقة على جسد الأشجار
على أعتابها يشهق الأزل
يتمرّى في عينها الأبد
امرأة تكوّر حسنها ليتشبّه بها القمر
حكمتها تجرح السؤال
فينتفض دم الجواب
مدينة لا تحتاج لنور أليف
ولا لسماء قريبة
تجلس في ظل صفصافة لترانا
ونحن عائدون من الحياة
مضمخين بطين الأمل
تحط الأرض على دمنا
تحفظ رائحة الضوء ثم تطير
مدينة تتفقد أولادها كل ليلة خوفا من فتنة البئر
تحصي الكفوف التي توغلت في خاصرتها حتى أصبحت ساحة للرقص
المدينة المتعبة أمّ تغمض عينيها
فيحتار النور أين يروح
تضع رأسها على وسادة محشوّة بالغيوم
وتحلم بصبيان وبنات يمنحوها
شيخوخة آمنة