كتاب وشعراء

يا امرأةً…بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

إذا نطقتِ باسمكِ اهتزَّت جغرافيا الروح،
وتحرّكت الشوارعُ في دمي
كما تتحرّكُ الجموعُ حين يضيقُ صدرُ الوطن.
أحببتُكِ…
لا كعاشقٍ يكتبُ على الأبواب،
بل كمواطنٍ أنهكتهُ المنافي
فوجد في عينيكِ حدودهُ الوحيدة
التي لا تُغلق في وجهه،
ولا ترفع عليه تقاريرَ الغياب.
كنتِ لي رايةً لا تُطوى،
وحين ضاق بي العالم
كنتِ العاصمةَ التي أرجعُ إليها
لأرمِّم جواز قلبي
وأستعيد حقّي في الحياة.
يا امرأةً
إذا عبرتِ شراييني
تنهضُ المدنُ من رمادها،
وتستيقظُ الثوراتُ القديمةُ
من تحت ركام النسيان.
فيكِ شيءٌ من مساءاتِ المقهى السياسي،
ومن صراخِ الشوارع،
ومن لافتاتٍ تُرفعُ
كلّما خذلونا…
وكلّما تذكّرنا
أنّ الحرية تبدأ من امرأةٍ
تقول: “قم… فالوطن ينتظر.”
وَعَدْتُكِ
أن أكتبكِ قصيدةً لا تخافُ العسس،
فكتبتُكِ نشيدًا سريًا
يحفظهُ كلُّ من فقدوا بوصلة النهار،
وكلُّ من ينتظرون
سقوط جدارٍ ما…
أو ولادة فجرٍ جديد.
يا امرأةً
بقدر ما أحببتُكِ
تعلّمتُ معنى البلاد،
وفهمتُ أنّ الأوطان
ليست خرائطَ تُعلَّق على الجدران،
بل قلبٌ يشبه قلبكِ،
إذا ضُيِّقَ عليه…
ثار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock