اغتراب لهفة… شعر: اِسماعيل خضر

اغتراب لهفة
بينَ أنا وأنا.. بونٌ كفلاة..
كأنِّي مرآةُ الزمان
حيث يسيرُ في نفسِ المكان..
تعاندُني الريح،
ويسرقُ وهجي صلفَ الأيَّام..
لكنِّي كما الأرض.. أُجابهُ.. أُعاندُ..
حتى الأخاديد ترسمني
كأيقونةٍ للمتعبين..
للحالمين من خلفِ الأحلام..
كزيتونةٍ نجَتْ بعدَ طولِ سنين
من الهجرِ والخذلان…
أُسافرُ في عينِ الشمس..
أبحرُ على أهدابِ العيون..
وأمسكُ قلبَ القمر ..
وفي قلبي تضجُّ همساتُ السحر..
كانَ الليلُ صديقي… يُؤنسُنِي ويُحييني…
فباتَ اليومَ يفتكُ بهدوئي ويُبكيني..
انطفاتْ تلكَ اللهفة..
وأعلنت وفاةَ تلكَ الحقبة..
ومعها خلعت قميصَ يُوسف..
من غدرِ تلكَ الصُّحبةِ..
فأرخيت السمعَ لغرابِ قابيل ..
فواريت آهاتِي..
وأخرست صرخاتي…
واتخذت الصمتَ خليلا..
والجبّ منزلاً أُرَتِّل فيه الهجرَ ترتيلا
لا تقرأني بظاهري..
ولا تفتّ في أواصري
اكتبني في مقالٍ من كلمة
واجعلْ تحتَ كلّ حرف ألفَ عبرة..
لا تقبلْ من الخذلانِ قبلة..
واقضِ عنِّي دينَ الليلِ…
فالمراسيل مُعلَّقة…
وشواطىء الانتظارِ قاحلة..
حتى النوارس منها مهاجرة..
ومعها قلمي الغريب…
اسماعيل خضر 🇵🇸💚🇵🇸









