ذات الحضور.. شعر: محمد نور الدين

ذات الحضور:
ماذا أقولُ ووجهها ما قالَه
نورُ الصباحِ وحلم شعر لا ينام
تمشي كأنَّ الدهرَ يركضُ خلفَها
ويغارُ منها في سكوتٍ وانسجام
في خطوها ترفُ القوافي كلها
وكأنَّها أنثى تليقُ بها الكرام
لا تتكلف زينـة في حسنِها
فالوجه يُغني عن حريرٍ أو لثام
والرمش سيف والعيون صحيفة
فيها الحكايا والنبوءةُ والسلام
تأتي فتخضرُّ الفصولُ بحسنِها
ويذوبُ ثلجُ الوقتِ من فرطِ الغرام
هي لا تقاسُ بكلِّ أنثى حولنا
فجمالها فوقَ المقاييس التمام
يا من رأى في خصرِها بيت الهوى
وعلى نهودِ الحسن آثارُ المدام
هذي التي سكنت فؤادي فجأة
حتى غدا قلبي أسيراً لا ينام
تتلو على وجهي القصائدَ كلَّها
ويفيض منها البحر من غير إحتجام
فإذا إبتسمت، السماء تمايلت
وإذا تنفست، تكسرت الغمام
وتكاد ترقصُ في هواها ضادُنا
ويجيء منها الشعرُ مغسول الكلام
هذي مليكتي التي إن مرَّت
يبكي الترابُ من البهاءِ المستهام
تمشي وتلوي اللفظَ من معناهما
كأنَّها في الحسنِ أختٌ للكرام
خلقت لتبهر، لا لتشبه غيرها
منْ قالَ هذا الوصفُ؟ قلنا: لا يضام
هي لا تقال وإنما ترتّل
تدعى بصمتِ القلبِ، إن خفي المرام
فأسجد لربّ قد تجلَّت قدرتُه
فأبدعَ الأنثى فأذهلني المقام
الأديب: محمد نور الدين









