تاريخ العرب

شبخ العرب همام

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

**الشيخ همام بن يوسف الهواري**، شيخ قبائل هوارة، وشيخ العرب الأكبر.
لم يكن همام مجرد زعيم قبلي؛ كان رمز عزّة العرب، صاحب هيبة وشجاعة وكرم قلّ أن تجد لهما نظيراً. لم يركع يوماً إلا لله، ولم يكن يطمع في عرش مصر، بل كان يدافع عن شرف قبيلته واستقلال أرض الصعيد.
حين أراد علي بك إخضاع الصعيد بالقوة، لجأ إلى الحيلة:
أرسل مملوكه المقرّب **محمد بك أبو الدهب** ليتفاوض مع ابن عم الشيخ همام، واسمه **إسماعيل**.
نجح أبو الدهب – بالمال أو الوعد أو بهما معاً – في إقناع إسماعيل بالغدر بقريبه.
تُرك الشيخ همام وحيداً أمام جيش هائل، فهُزم، ثم نُفي، ومات غريباً في النوبة، مكلوم القلب، مظلوماً في عرضه وكرامته.
دفع الرجل حياته ثمناً لأنه رفض أن يبيع شرفه لمملوك جورجي أو لابن عم غدّار.
أما علي بك فواصل صعوده المذهل:
– وحّد مصر بالحديد والنار.
– أرسل أبو الدهب إلى الحجاز ففتح مكة والمدينة، ونودي بعلي بك «سلطان مصر وخاقان البحرين».
– تحالف مع الشيخ ظاهر العمر في عكا.
– أرسل أبو الدهب مرة أخرى ففتح الشام: غزة، يافا، القدس، دمشق…
كادت دولة مصرية جديدة أن تولد من تحت رماد الدولة العثمانية.
في دمشق، وصلت رسل السلطان سرّاً إلى أبو الدهب، فعرضوا عليه مصر كلها مقابل خيانة سيده.
وكان الباب العالي قد أصدر فتوى تك فير لعلي بك بعد علمه بمراسلاته مع الروس.
قبل أبو الدهب العرض، فانقلب على الرجل الذي ربّاه وأكرمه ورفعه من العدم إلى القمة.
عاد أبو الدهب بجيشه إلى القاهرة، قاتل سيده، هزمه في **معركة الصالحية**، طارده جنوباً، وأدركه في الصعيد… نفس الأرض التي أُذلّ فيها الشيخ همام قبل سنوات قليلة.
أصيب علي بك إصابة بالغة، هرب الى الشام ، ثم مات متأثراً بجراحه في **مايو ١٧٧٣**، بعد أن فقد كل ما بناه في عقد من الزمان.
ومات أبو الدهب بعد سنتين فقط، فعادت مصر تحت الحكم العثماني المباشر، كأن شيئاً لم يكن.
بقي في ذاكرة الناس حلمٌ كاد يتحقق…
وبقي اسم **الشيخ همام بن يوسف الهواري** رمزاً للكرامة العربية التي لا تُشترى ولا تُباع.
دفع حياته ثمن وفائه لقومه، وثمن رفضه أن يركع لغريب، فصار بطلاً خالداً في سيرة الصعيد.
تُروى قصته حتى اليوم عند النار في الليالي الباردة:
«كان فينا شيخ اسمه همام… ما خان ولا باع،
رحم الله الشيخ العرب همام،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock