لكي لا تعافي وجودي…..بقلم حمدي الطحان

و أَرْضَى بموتي غريبًا كئيبًا
مَعَ الأَعْيُنِ الشَّارداتِ
بعيدًا بعيدًا بِوَادٍ جديبٍ
غَزَتْهُ اللَّيالي العَوَاتِي
و أَهْرَبُ أَهْرَبُ يا قريتي
مِنْكِ في سَاحةِ الأزماتِ
فَإِنِّي أخافُكِ أنْ تكرهيني
و أنتِ حياتي وذاتي
وفِيكِ امْتَزَجْتُ صغيرًا غريرًا
رَقِيقَ الحَشَا والسِّمَاتِ
أُنَاغِي الأماني اللَّوَاتِي
يَجِئْنَ سُكَارَىٰ مع الأُمْسِيَاتِ
وأُسْقَى صَبَاحًا غِنَاءَ السَّوَاقِي
و هَمْسَ النَّدَىٰ لِلنَّبَاتِ
ودِفْءَ النَّسِيمِ ، ولَحْنَ الصَّفَاءِ
المَهِيبِ ، ونَجَوىٰ الرُّعَاةِ
فلا الهَمُّ يَجْرُؤُ غَزْوَ الفُؤَادِ
و فِيهِ احْتِشَادُ الحَياةِ
ولا اللَّيْلُ يَحْكِي حَكَايَا الأَنِينِ
و في ثَغْرِهِ بَسَمَاتِي
و لَكِنَّ سَدًّا تَشَامَخَ بَيْنِي
و بَيْنَكَ دُونَ الْتِفَاتِي
تَرَكْتُكِ خَلْفِي، هُنَالِكَ خَلْفِي
مَعَ الأَنْجُمِ الضَّاحِكَاتِ
و رُمْتُ التَّشرُّدَ خَلْفَ المدينةِ
حَيْثُ اضْطِرَابِ الصِّفَاتِ
وحيثُ الضَّيَاع المرير المرير
و حيثُ انتصار المَمَاتِ
و عُدْتُ إليكِ أخيرًا أخيرًا
و لَكِنْ بِغَيرِ سِمَاتي
فَمَاذا يُضُيرُكِ إنْ تتركيني
لِأَحْيَا بعيدًا حياتي
فَإنِّي أخافُكِ أنْ تكرهيني
و أنتِ امتدادٌ لِذَاتِي









