وزير الدفاع العراقي عدنان خير الله

كتب :تامر الزغاري
قاد النصر على إيران، عسكري ومثقف أحبه العراقيون مات بسقوط طائرته فهل كان حادثاً أم قتل متعمد
عدنان خير الله طلفاح هو وزير دفاع العراق 1977-1989م وابن خال صدام حسين وأخ زوجته، ولد في العوجة بتكريت عام 1940م وتخرج من الكلية العسكرية عام 1961م، وشارك في انقلابات 1963م و1968م، وحصل على شهادات أكاديمية عليا فقد حصل على ماجستير في العلوم العسكرية، وبكالوريوس في اللغة الإنجليزية، وبكالوريوس في القانون والسياسة، وبهذا يتضح أنه كان قائداً وعسكرياً يتميز بالتمكن والثقافة العالية.
–
وأما زوجته فهي ابنة الرئيس العراقي أحمد حسن البكر، وقد تولى منصب وزير الدفاع في عام 1977م، وبعد أن تولى صدام حسين الرئاسة عام 1979م أُضيف لعدنان خير الله منصب نائب رئيس الوزراء، وتولى القيادة التنفيذية ووضع الخطط للحرب ضد إيران 1980-1988م، وقاد بنفسه معركة تحرير الفاو عام 1988م، وزاد ارتفاع شعبيته بعد الإنتصار العراقي على إيران، وبقي عدنان خير الله وزيراً للدفاع حتى وفاته عام 1989م.
******* وفاته.
قرر عدنان خير الله باستخدام طائرة هليكوبتر التوجه من بغداد إلى إينشكي شمال العراق قرب دهوك والتي تبعد 400 كم، ولكن عندما وصل إلى منطقة مخمور على بُعد 350 كم تحطمت طائرته في منطقة ملا قره، ما أدى لوفاته في تاريخ 1989/05/04م.
وهنالك روايتان حول وفاته، رواية أنها كانت نتيجة سوء الأحوال الجوية والرواية الثانية أنها بسبب مؤامرة تهدف لقتله.
*** الرواية الأولى: بسبب سوء الأحوال الجوية
في ذاك اليوم كانت الأحوال الجوية للطيران سيئة بسبب عاصفة ترابية، وأرسلت عدة مطارات شمال العراق إشارات عن إغلاقها بسبب عدم قدرة هذه المطارات على استقبال أي طائرة لتعذر الرؤية، وقد أصبح الطقس سيئاً بعد إقلاع الطائرة، وكان من المفترض أن يتجاوز ارتفاع طائرة عدنان خير الله لأكثر من 2000 متر لتجنب العاصفة ولكن هذا لم يحدث، وفي أثناء الطيران شمالاً حاول التواصل مع عدة مطارات للهبوط، ولكن أتته الردود بالتعذر نتيجة أن الرؤية عندهم صفر بسبب العاصفة، فهبط الوزير على عاتقه في منطقة خاصة بالجيش الشعبي، وبعد نصف ساعة هدأت العاصفة فقرر الوزير استئناف الطيران شمالاً، ولكن اكتشف أن العاصفة لم تكن قد انتهت فحاول الاستدارة للعودة إلى المنطقة التي هبط بها، ولكن الطائرة سقطت بشكل غير طبيعي ما أدى لتحطمها، فانعدام الرؤية أدى لتقدير خاطئ في زاوية الهبوط إلى الأرض باتخاذ زاوية منحدرة أكبر ما أدى لإرتطامها بالأرض وتحطمها، وكان حطامها بشكل طولي وليس دائري وهذا دليل على أن ما حدث نتيجة ارتطام وليس انفجار، وتم فحص الطائرة ولم يعثر بها على بارود، وكما تم إثبات أن المحرك كان في حالة تشغيل أثناء الارتطام.
*** الرواية الثانية: أن الحادث مدبر لقتل وزير الدفاع.
كانت علاقة وزير الدفاع عدنان خير الله سيئة جداً مع وزير التصنيع العسكري حسين كامل، وكما أن عدنان خير الله نجح في منع حسين كامل من التدخل بالجيش، وما يؤكد أن الحادث مدبر هو نوع طائرة عدنان خير الله طائرة بيل 214ST وهي قادرة على معرفة سوء الأحوال الجوية على بُعد 80 كم، وكما أنه تم تعمد رفع حطام الطائرة قبل وصول وفد من الشركة المصنعة لها، وكما أن الناجي الوحيد عزيز جيجو روى بعد عام 2003م بأنه حدث إقفال مفاجئ للمروحة، وبعد عام 2003م تم إكتشاف أن حسين كامل أمر بإعتقال العقيد في الاستخبارات العسكرية قحطان عبد إسماعيل عضو لجنة التحقيق لاتجاه العقيد قحطان في إقرار أن حسين كامل هو وراء هذه الحادثة وأنه يقف وراء إحداث تعطيل متعمد في الطائرة ما يؤدي لسقوطها بعد مسافة من إقلاعها.
****** عدنان خير الله وصدام حسين
هناك من اتهم الرئيس العراقي صدام حسين بأنه هو من دبر قتله، وأقول بأن هذا مستحيل بدليل أن صدام حسين بعد نهاية حكمه عام 2003م وقيام أمريكا بمحاكمته كان أخ عدنان خير الله السيد لؤي خير الله من الذين دافعوا عن صدام حسين في المحكمة، فكيف يدافع شخص عن قاتل اخيه، وخاصة أن صدام حسين وقتها كان قد سجيناً فلم يكن للسيد لؤي خير الله ما يخيفه أو يمنعه، وكما أن الجميع يشهد بحسن العلاقة والمحبة بين الرئيس صدام حسين وبين عدنان خير الله.
–
ولا استبعد أن أقول بأن عدنان خير الله قد يكون هو العقل الذي كان يدير نظام حكم صدام حسين، واستند في ذلك لما حدث في نظام الرئيس صدام حسين بعد وفاة عدنان خير الله، من حدوث أزمة الكويت إلى الحصار إلى خيانة حسين كامل إلى نهاية حكم صدام حسين عام 2003م، ولا استبعد بأنه في حال لو أمد الله في عمر عدنان خير الله لتم تجنب هذه الازمات، والله أعلم.
***** المصادر:
1) شهادة اللواء سيف هموندي رئيس لجنة تحقيق سقوط طائرة عدنان خير الله
2) شهادة وزير الدفاع الفريق عبد القادر العبيدي









