رؤي ومقالات

السفير فوزي العشماوي يكتب :تحديات مهمة للقيادة المصرية

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

هناك بلاشك أجواء من التوتر والتصعيد الإقليمي تمس الخطوط الحمراء والأعصاب المكشوفة للأمن القومي المصري، وهذا التصعيد يأتي أساسا من الدولتين الاقليميتين اللتين يمكن وصفهما بالعدو : إسرائيل من الشمال من خلال تصريحات مسئوليها عن فتح معبر رفح في إتجاه واحد للخروج الفلسطيني لمصر دون التنسيق معنا، وأثيوبيا في الجنوب من خلال التصعيد في ملف سد النهضة ورفع نبرة الهجوم والتحدي في مواجهة مصر ومصالحها الوجودية في مياه النيل ..
مايزيد الطين بلة أن هذه التطورات تعكس تزامنا وتنسيقا واتصالات بين الجانبين الاسرائيلي والاثيوبي من جهة، وأن القوة الدولية الوحيدة المؤثرة وهي أمريكا متمثلة في ترمب وإدارته لايمكن التعويل عليها في ضبط الأمور والتوسط الجاد ومراعاة المصالح المصرية، بل يمكن القول أن الشك في دوافعها وتوجهاتها وعلمها بتحركات الدولتين أكبر كثيرا من الإطمئنان إليها والثقة فيها ..
كما أن الظهير العربي لمصر لايمكن للأسف التعويل عليه، فالجامعة العربية مشلولة، والإمارات لاتري سوي مصالحها التي يمكن القول للأسف أنها أقرب ماتكون لخدمة مصالح الدولتين العدوتين، والعلاقات مع السعودية تمر بفترة غموض هي أقرب للتوتر أو البرود الصامت من التنسيق والتحالف الواجب والمفروض ..
لكل ماتقدم يمكن القول أن القيادة المصرية في أمس الحاجة للظهير الوطني الشعبي الداخلي، فهو دوما حصن الأمان الثابت لأي قيادة، وهي لن تضمن دعم ومساندة هذا الظهير إلا من خلال خطوات وسياسات وإجراءات وأولويات تخدم غالبية الشعب وتستهدف مصالحه الحقيقية، ووجوه وطنية غير مرفوضة او مستهلكة تخاطبه وتقنعه، وخطاب مختلف يحترم عقل ووعي هذا الشعب العريق !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock