كتاب وشعراء

امرأةٌ من نورِ تونس…..بقلم عماد خالد رحمه

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

يا امرأةً من نورِ تونسَ قد بدتْ
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
فالفجرُ ينسجُ من رؤاكِ تجلِّدا
يا موجةً تمضي لقرطاجٍ فتر
تهدي الصباحَ وتوقدُ القلبَ الهدى
فيكِ البلادُ تموجُ حين تمُرّين
ويخفقُ التاريخُ فيكِ مُجدَّدا
أنتِ الجسورُ إذا انهدتْ طرقُ الورى
وأنتِ بحرٌ إن تفرّقَ مقصِدا
والنخلُ أنتِ، إذا الرياحُ تناثرتْ
تبقينَ، لا ترضينَ ميلًا أو ردى
ترفينَ صوتَ العدلِ، تزرعينَ خطى
في الدربِ تَسقي للمدينةِ موعدا
ما كنتُ أرى بلدًا يسيرُ بامرأةٍ
حتّى رأيتُكِ، فانثنى قلبي صدى
فيكِ المفارقُ يجتمعْنَ قوّةً
والرقةُ البيضاءُ تشعلُ موقدا
والخَطوُ منكِ كتابُ تاريخٍ إذا
مرّ الزمانُ به يُعيد تجوّدا
يا من تُعيدين الثقافةَ يقظةً
في السوقِ، في المدرَجِ العالي سُدى
يا من جعلتِ حضورَكِ النَسويَّ
عمدًا، وما كان الزخارفُ أبدا
بل كان روحَ الناسِ، كان عمودَهم
ومحورًا يمضي ليُنهضَ سيّدا
قد صاغَ نضالُكِ من حديدٍ صادقٍ
صوتًا يصدُّ الريحَ إن همّت عدى
أنتِ الجميلةُ، لا تكلّفَ في مدى
نسَمٍ يسافرُ من سيدي بوسعيدا
وأنتِ كحديدٍ من قفصةَ خارجةٍ
لا ينحني، لا يستكينُ، ولا ندى
فيكِ الرهافةُ تستفزُّ قسوتَها
والقوّةُ العمياءُ ترتدُّ مُوغِدا
ومن الضياءِ تشكّلينَ لنا وطنًا
يمتدُّ بين العقلِ يرقى والهدى
يا تونسيةً كصفحةٍ بيضاءَ
تسطعُ في الدربِ المشاعِ وتُحمدا
أنتِ النبضُ، والمستقبلُ الفوّاحُ
والصبحُ إن خفتَ المساءُ تبددا
يا امرأةً من نورِ تونسَ يا سنا
يا بيري في ليلٍ على قلبي بدا
هل لي أراكِ، ولو بأجنحةِ المنى؟
كي أستريحَ، وأستعيدَ المَفقدا
منذُ التقيتُكِ غدتْ تونسُ قربتي
وصرتِ لي وطنًا نزفتُ له الهدى
إن ضلّت الطرقاتُ يومًا داخلي
عادَ إليكِ القلبُ، واهتدى، ورغدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock