غير مصنف

رسالة شوق بقلم الكاتبة رقية برش / اليمن

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

من كيان إلى غيث..
أما قبل فلك مني أعظم التحايا، وأجلها، فأنت حرفي الذي ضل ينتعش على الدوام.

أما شوقي إليكَ فلا تصفه الكلمات، وإنني لعاجزة كيف أصف إليكَ شوقي، وحبي إليكَ يا عزيزي فاق عبيره، وأصبحت حلمي الذي أرتجيه،
وإنني لأشتاق لك كما تشتاق الشجرة إلى جذعها المبتور، وحنيني إليكَ مثل حنين الأم لطفلها الرضيع المفقود، وأن الحياة في بعدك لا تطاق، وإن الشوق إليكَ قد فعل بي فعلته، ولقد بهتت ملامحي، وضاع شروق إبتسامتي، من إثر هذا الأشتياق الذي لا يطاق، وكيف تطاق الحياة دون النظر إليكَ.

ولا تسألني عن حالي ببعدك، فهو مثل حالك، ولربما أشد، ولست أدري كيف أصبر قلبي على فراقك وبعدك عني، ولكني لا أملك لك سوى الدعاء،وأن نلتقي عما قريب، ولتعلم يا غيث، أن حنيني لك مثل حنين الأرض للمطر، ولتستمر بكتابت كلماتك إلي، وردك على رسائلي، فهي غيثي الآخير الذي أستمد منه لأعيش في البعد عنك.

أما هالة يا عزيزي، فلقد دفع والدها الشغف بالمال، إلى تزويجها قصراً، كانت فتاة شغوفة، وبريئة جداً، مجتهدة في دراستها، حالمة بأن تصبح طبيبة في المستقبل، ويا للأسف إذا أن حلمها تبخر وأصبح رمادً تذرفه الرياح، بعد أن لبسوها أبيضاً وزفوها به، ليصبح فيما بعد لباسها الذي ترتديه برحولها الأخير عن الدنيا، وسبب وفاتها كأن بهوت الحياة في عينيها وضعف جسدها الذي لم يقوى على المخاض..

ولا تسألني عن شوقي إليكَ، فقلبي يكاد ينشق كلما لاح طيفك، وذكرك لا يفارق خيالي للحظة، ووجهك هو مرأتي الأولى كل صباح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock