إليك يا كُلِّي، بقلم الكاتبة شيماء العودي، اليمن.

أيا غيثًا يروي فؤادي، أكتب لك وكلي رجاءً أن ألتقيك، فالشوق طال والرأس شاب، ولا زال جل يقيني بأنك أقرب إلي من حبل الوريد، امطر على قلبي لينبت زهرًا بعد طول انتظار، ومرارة الأيام، وكآبة الأفكار.
أنا لا زلت على ذاك الكرسي المهترئ، في المقهى الذي يصل بيني وبينك، في الساعة الثانية عشر، أنظر هنا وهناك، أتمعن في المارة كما لو أنني أضعت شيئًا ثمينًا، أنظر إلى السماء حالكة الظلمة، أنتظر الشمس التي أبت الشروق مجددًا؛ لأنك لا زلت بعيدًا عن عيني، ولكنك كنت ولا زلت ساكنًا فيّ.
أتسأل عن فتاة كُبِّلت بسلاسل العادات، فتاة أرادت أن تنهض بالأجيال، فتاة وئدت طفولتها فماتت الأحلام، طفلة حملت طفلًا فأثقل الحمل كاهلها لتودع الحياة بدموع تصرخ في وجه كل من يظن أن الفتاة إنما خلقت للإنجاب، كل من يتخذ الفقر وسيلة للتخلص من الفتيات دون أخذ أدنى اعتبار لعمرهن وللأمنيات، وبحزن مكلوم أروي لك حقيقة وددت كثيرًا ألا تكون، ولكن أجبني يا غيث عن سؤال:
هل كان حق هالة في الحياة كثيرًا، أم أن حلمها أراد أن يحلق بعيدًا؟!









