كتاب وشعراء

رسالة شوق ، بقلم الكاتبة ✍🏻عُلا حمير / اليمن*

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

إلى غيثي ؛ إلى من يروي ظمأ قلبي حبًا ، ومن يلملم شتات روحي ،
أبعثُ إليك تحية مليئة بكل الحب والود ، تحية يُغلفها الحنين
وبعد …
عزيزي ، اشتقتُ لكَ شوقاً يقيد قلبي ويملئُة بوجع الحنين الذي لا ينتهي ، شوقاً لا يمكنني البَوح به ولم أتحمل كتمانه ، كنت أتمنى أن أطوي المسافات التي تفصل بيننا كي أحظى برؤية وجهكَ الذي يجدد الحياة بداخلي ، إنني أعيش غُربة ليستْ كأي غُربة ؛ إنها غُربةِ الروح ، أعيش وحيداً ؛ جسدي هنا وقلبي حيثُ أنت ، إنني مُكبلة بقيود الإنتظار التي لا أعلم متى ستنتهي ، لكن أُصبِر نفسي بقراءة حروفك التي تبعث النور في روحي ، هل تعلم كيف أحبك؟! إني أحبك حباً لا يشابههُ حب ، أحببتكَ بقلبي ؛ فيفز لسماع إسماً مشابه لإسمكَ ،
أحبتكَ عيناي ؛ فلم يلفتهما وجهاً بعد وجهكَ ،
أحبتكَ أُذناي ؛ فلم بُطربهُما صوتاً بعد صوتكَ ،
أحببتكَ بقلب طفلة تهوى التملك ، لن أحكي عن مدى تحطمي في بعدكَ ، يكفيك ما أنت مارٌ به ، لكن أريدكَ أن تعلم أني لن أدع أحداً يُرمم حُطام قلبي سواك ، لذا أسرع في العودة لأن هناك أشياء كثيرة أريد قولها لك وجهاً لِوجه ،
غيثي العزيز …
هل تذكر هالة ؟! تلك الطفلة التي أخبرتُكَ عنها !
لقد حدث لها ما يشيبُ له الرأس ، إن ما حدث لها كان كالكابوس بالنسبةِ لي ، تخيل كيف لطفلة في ربيعها الثالث عشر أن تُحرم طفولتها بالزواج ، كانت طفلة مليئة بالسعادة إلى أن جاء أبوها ذات يوم ومعه رجل بمثل عُمره ، أخبرها أن هذا زوجك وعليكِ الذهابُ معه ، سرت قعشريرة في جسدها إثر تلك الكلمات ، حينها علمَتْ أن من تلك اللحظة كل شيء سيتغير ، مرتِ الأيام على هالة في حالة من القهر والضيق والألم ، حملَتْ هالة وهي لا تزالُ طفلة ، لكِنها لم تستطع تحمُل الآمِ الولادة ، مرت حياتها أمام عينيها ؛ وبكت طفولتها البئيسة التي حُرمت منها ،
رحلت هالة ، ولكن ليس كرحيل غيرها ، كانت ضحية الطمع ؛ ولم يكن المُجرم إلَّا والدها .

عزيزي البعيد ، إن قلبي يتجرع مرارةُ البُعد ، فعسى أن يكون اللقاء قريب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock