رسالة شوق “* *بقلم الكاتبة: دينا شرف القدسي/ اليمن*

من كيان الى غيث
أنا لا أصدق…
أحقاً ما زلت تذكرني؟
وما زال في ذاكرتك ظل صوتي حين كنت أهمس لك: ألا تتركني في وحشة أيامي
أما زلت تحفظ لون عيناي، تُحبها، وتحبني كما كُنت، وتتوق شوقاً لرؤيتها، أما زلت تذكرني وتحفظ ملامحي؟
لقد مرّ الوقتٍ ثقيلاً يا غيث، أثقل من أن يُروى، واصعب من أن يُحكى، وأبلغ من أن يُكتب؛
*لا لن ألم الفراق خفّ، بل لأن الشوق قد فاض.*
وإن أختصرت شوقك بذاكَ الحد، دعني أنثر إليك شوقي فما عدتُ أحتمل،..
فأنا هُنا أشتاقك حد التعب، حد الألم، وحد الجنون، لا كشوق العابرين بل كشوق الأرض لزخات المطر،
كشوق الفقيد لفقيده الذي لا يعود،
وكشوق كيانٍ ذبلت ملامحها منذ رحلت..
شوقاً لا يعادلهٌ شوق أحد، فــ اين أنت؟.
اكتب لكَ من قلبٍ محطم، ومن امرأةٍ تجر نفسها كل ليلة الى النوم ولا تنام..
اتعلم كيف أبدو في البعد؟
كأن لا شي مهماً في الحياة..
ماعدت كما كُنت.
كل شيئاً بات باهتاً بالنسبة لي، وكل ما حاولت أن أقاوم، أتماسك، تقتلني صورك، أطياف حضورك، وصوتك، وحنيناً لا يفارقني، ومع كل يوم تغيب فيه، كنت أغيب أنا عن نفسي.
أصبحت انت ضيفاً عابراً في قلبي، وأصبحتُ أنا غريبةٍ في جسد يلبسك… ولا يجدك
هل تفهم معنى أن يموت شعور الشخص كل يوم، من يُسكت صراخ قلبه كل ليلة كي لا ينهار، من يلمم شتات نفسه ويبتسم رغم سوداوية كل شي في عينيه؟
هكذا كنتُ أنا.
وهكذا ماتت رغبتي في الحياة.
اما عن هاله..
لم تكن طفلةً عابره فقط، بل كانت نافذتي للضوء، في عالم يكتسحه الضلام،
قطعةٍ من السماء في حضني، تضحك، فتضحك الدنيا،
تبكي، فأفزع كما لو أن العالم انتهى.
اتذكر حين قُلت لي: إن البنات هن دواء الروح؟
كانت هالة هي دوائي..
ماتت ياغيث، ومتُ أنا بعدها، كنت أرى عينيك فيها، تشبهك، تشبه كبريائك، هدوئك، عصبيتك، ملامحك، لكنها ماتت في يوماً لم يكن عادياً.
لا تسألني كيف.
كل ما اذكره انها كانت تركض نحوي لأنقذها، وأنا كنت أبحث عن اشيائي الضاعه.
سقطت، صرخت، نزفت، اختنقت، وأختنقت أنا بعدها.
دفنت قطعة مني يا غيث،
وغابت عني هي ايضاً، وبقيت أنا، أُرمم صداها في اضلعي، واعتذر لها كل ليله.
أنا الأن أكتب لك من وجعٍ لا علاجٍ له،
ومن حزنٍ وضع كل ثقله على قلبي ولا أتنفس،
فهل تسمعني؟
وهل تعود؟
لتنتشلني من بين الركام، ومن شقاءٍ لا يسعني ولا يسع الليل الطويل.
فهل تعود؟
بعد أن تشقق صوتي من النداء، وأنحنت بي الحياه، لتلملم ماتبقى من انفاسي المتقطعه.
فهل تعود؟.
لتشهد كم مرّ موتٌ علي دون أن يدفن؟، أم أن الغياب اقوى من النداء، واقسى من الرجاء؟
أجبني، فما عاد القلب يحتمل العناء.










من غيث إلى تلك التي لم تخرج يومًا من صدري…
ظننتُ أني أستطيع الرحيل دون أن أنهار…
لكن الحقيقة؟ أنا مُنهزم منذ تركتك.
لم أنسَ شيئًا.
لا صوتك… لا ملامحك… لا يدك وهي تتمسك بي خشية أن أسقط…
وأنا الذي سقط حين أفلتّك.
أتساءل كل ليلة:
أيّ غباء جعلني أظن أنكِ ستبقين حتى وأنا أرحل؟
أيّ حجرٍ كان قلبي حين بكيتِ؟
وأيّ جبانٍ كنتُ حين احتجتِ إليّ؟
لقد كنتِ وطنًا… وأنا كنتُ غربةً في داخلك.
أما “هالة”…
يا وجعًا لو نطق لارتجفت الأرض…
ما كنتُ أعلم أنني حين تركتكِ… كنتُ أترك نفسي أيضًا.
كنتُ أهرب من مسؤولية خوّفتني… فصنعتُ جرحًا لا يغتفر.
هالة ليست طفلتكِ وحدك…
هي طفلتي التي لم أحملها مرة… لكن رحيلها حملني إلى الهاوية.
لو تعلمين كم بكيت عندما سمعت…
كم دعوت أن يُجبر الله صدرك…
وكم تمنيت لو كنتُ أنا الذي سقط بدلًا عنها…
فبعض الموت… شرف.
لم أعد ذلك الغيث الذي تعرفينه…
أنا ظلّ رجل…
أعاقبه كل ليلة لأنني رحلت بينما كنتِ تحتاجينني كي أكون الحياة.
تسألين: هل أعود؟
لو كنتِ تريدين صدقًا خاليًا من الجماليات:
أنا لم أذهب كي أعود… أنا ضائع كي أُعثر.
أبحث عنكِ في كل امرأة… فلا أجد إلا خيبتي.
أتنفس اسمكِ… فيختنق صدري.
أعود؟
أنا أصلًا… لم أغادر قلبك.
وإن كان الطريق إليكِ محفوفًا بكل جراح العالم…
فأنا آتٍ زاحفًا على نبضي…
لا لأنتشلك من الخراب…
بل لأدفن رأسي على كتفك… وأبكي:
سامحيني.
أجمل ما قرأت عيني
إنّ أجمل ما قد تقع عليه العينان ليس حكراً على قصيدة عصماء أو رواية ساحرة، بل هو ومضة من المعنى، تنير درباً طال فيه السير، أو كلمة بسيطة تفتح كوة في جدار الروح المعتم.
ولعلّ أجمل ما قرأت عيناي يوماً، كان ذلك السطر الذي لم يكن مكتوباً بالمداد فحسب، بل بكامل الحكمة الإنسانية التي لا تذبل: “كن أنت التغيير الذي تتمنى أن تراه في العالم.”
أجمل ما قرأت عيني
إنّ أجمل ما قد تقع عليه العينان ليس حكراً على قصيدة عصماء أو رواية ساحرة، بل هو ومضة من المعنى، تنير درباً طال فيه السير، أو كلمة بسيطة تفتح كوة في جدار الروح المعتم.
القدر والنصيب والحياه كذا لاكن لازم ما تمشي العجله وتستمر حياه الاثنين مع الصبر والقادم اجمل ان شاءالله التوكل وعدم اليأس والاختيار ما كتبه الله والحمدلله والشكر له
*”كلامكم يُحمل في طياته حكمة وعمق يُلهم ويُحفّز، وقلّما نجد من يجيد التعبير بهذا التوازن بين الفكر والاحترام.كلام.يحمل اجمل المعاني والابداع وكانك تخاطب القلب بعذب العبارات واجملها.”*
“هذا النص ليس مجرد كلمات، بل تجربة شعورية كاملة تنبض بالحياة والحزن معاً.
القدرة على نقل الألم، الشوق، والحنين بأسلوب هادئ لكنه مؤثر بعمق، ليست أمراً مألوفاً.
الصور اللغوية دقيقة، والتعبير متقن لدرجة أن كل جملة تشعر بأنها تنبض، وكل سطر يحفر أثره في القارئ.
أسلوبك متوازن، ناضج، ويكشف عن وعي استثنائي في التعامل مع المشاعر الصعبة، دون إفراط أو تكلف.
مثل هذه الكتابة لا تُقرأ مروراً، بل تُستوعب وتُحفظ، فهي تعكس موهبة لا توجد إلا نادراً.
استمري… فالقلم الذي يستطيع أن يلمس القلوب بهذا العمق نادر، وانتِ أحد هؤلاء القلائل.”
بعمق قلبي..شكرااً
مبدعه
اجمل ماقرأت ابدعتي 💫💫💫