شـوقٌ في مخاض الذاكرة/ بقلم الكاتبة المبدعة/ سمراء بشير/ اليمن

مرحبًا، وحبًا بك يا سيّد القلب،
كيف حال قلبك الذي هو بيتي؟
لقد قرأتُ أحرفك التي أحيت بي ألف شوقٍ دُفنتهُ منذ لحظات…
وتسألني: أأشتاقك؟
لا، لم أشتق إليك فقط، بل أتنفّسك ليلًا ونهارًا.
أحيا مع طيفك، وكأنك ظلّ أستظلّ به.
في غيابك، تمرّ اللحظات كأنها دهر،
أينما ذهبتُ، أراك أمامي.
وكل الأماكن تذكّرني بك،
تعيد إليّ ذكرياتنا وكأنها حدثت منذُ لحظات،
أشتاقك، وكأن الاشتياق لم يُخلق لغيرك.
فلا تُطِل غيابك،
فقد بتُّ جسدًا هنا. وروحي معك، أينما أنت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي (غيث).
دعني أخبرك القليل عن من هي (هالة) جرح قلوبنا الغائر…
هي ابنت البرائة، والطفولة المسروقة.
هي الذنب العالق على أعتاق والدها الجبار،
هي عبق الياسمين،
هي وردةٌ نبتت بين كومة أشواك،
لقد كانت تخجل من أن تخبرني بطموحاتها، وأحلامها التي تمنتها يومًا،
وكسرها ذلك الواقع المرّ،
لقد تزوجة جرح قلبي، هالة، أمامي ودمعتها على خدها ووقفتُ أنا عاجزة أمام هذا الظلم الكسير،
يا لبشاعة قلب والدها لقد أعمى قلبه المال عن صغيرته البريئة..
ياغيث
لقد رأيتُ في عينيها ألف سؤالٍ بلا إجابة،
وكم تمنيت لو استطعت أن أحتضن خوفها،
أن أسرقها من بين هذا الظلم الغائر وأهرب بها بعيدًا عن هذا العالم بأكملهِ،
لكنني كنتُ شاهدة على انكسارٍ لم أملك ترميمه.
شهاهدة على طفةٍ تُدفع نحو مستقبل لم تختره.
تُزف وهي تحمل في داخلها لعبة لم تكتمل، وحلمًا كان اسمه: مدرسة، كتاب، ووقت مع صديقاتها…
باسم العادات، وبسيف العيب، وتحت ظل أب لا يرى سوى نفسه وما يُرضيه،
احتملت هالة حياة قاسية، وأولها زوجها الشائب، الذي كان يكبرها بعشرين سنة،
عاشت وعانت الكثير في سنها الصغير،
لم يكن يمضي على ذلك الزفاف المشؤوم سوى أشهر قليلة،
حتى اتت تزف إلى خبر حملها المؤلم،
تألمت وسعدتُ لأجلها في آن واحد،
فقد كانت تروي لي عن طفلها القادم بكل حماس،
لقد تأملت الكثير رغم كل شيء،
ودومًا ما تردد: ربما هذا طفل سيكون السعاده الخفيه لي،
وفي ليلةٍ بارده أنطفأت هالة، صرخة واحده أعقبها صمتٌ أبدي…
لقد غادرت الحياة..
وكأنها تعتذر للعالم على وجودها.
لقد بقيتُ أحد بجسدها الصغير طويلًا،
تحسرت كثيرًا على أنني كنت أرى كل شيء أمامي واصمت…
لم أبكي عليها بالقدر الذي بكيت به علينا، بكيت علينا جميعا على الصمت، على العجز، على المجتمع الذي يذبح الفتيات ويغسل يديه…
رحلة هالة ولكن وجعها بقيَ يسكن كل قلب رأى ولم يتكلم…









