كتاب وشعراء

لا ترحلي…بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

لا ترحلي…
فالعمرُ بعدَكِ ليلةٌ سوداءُ في ليلٍ أطالَ النحيبْ،
والقلبُ من خوفِ الفراقِ ممزَّقٌ
كجناحِ طيرٍ مُنهَكٍ مكسورِ خفقٍ لا يطيبْ.
لا ترحلي…
فأنا على دربِ اللقاءِ وقفتُ أرجو خطوةً
تُبقي بصدري نبضَ حبٍّ كان يُنعشُني ويبقيني قريبْ،
أنا لا أطيقُ البُعدَ عنكِ دقيقةً
كيف الرحيلُ وقد تكسَّرتِ الدروب؟
عودي إليَّ…
فالليلُ يسألُ عن ملامحكِ التي
كانت تُضيءُ ظُلماته وتُشعل في سمائه ألفَ شروقْ،
والشوقُ في صدري صهيلٌ مُرسلٌ
يبكي الفراقَ، ويستغيثُ بأن تعودي قبل أن يمضي البريقْ.
يا أنتِ…
يا من سكبتِ على أيامي عبيرَ حضورِها
وتركتِ في روحي امتدادَكِ مثلَ لحنٍ لا يغيبْ،
إن كنتِ حقاً تسمعين توجُّعي
فامنحي فؤادي نصفَ فرصةٍ
أو ضُمّيهِ… علَّهُ من بعد دفئكِ لا يثوبْ.
لا ترحلي…
فالعمرُ دونكِ مقبرةٌ
والحبُّ دونكَ نهرُ حزنٍ ماؤهُ وجعٌ رهيبْ،
إن ضعتِ عني مرّةً
ضاعَ الطريقُ بأكملِه
وغدوتُ من بعد الأمانِ
غريبَ حلمٍ… في الحقيقةِ لا يُجيبْ.
لا ترحلي…
أرجوكِ، لا تُطفئي بيديْكِ آخرَ شمعةٍ
قد ظلّت تشعلُ في الدجى أملاً خصيبْ،
كوني لقلبي موطناً…
كوني ملاذاً…
كوني حياةً…
أو على الأقلِّ
لا ترحلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock