لا شيء أراه …..بقلم عزوز العيساوي

لا شيء أراه
سوى ظِلٍّ نحيف يُغازِلُ خُطُواتِي
و تاريخ مبعثر في ذاكرة الشوارع الخرساء
وبعض المَنسِيينَ من زمن مضى
لازالو هناك يستحمون في فراغ
ما وراء الشمس.
كل الفرسانِ ضيعوا خرائطهم
والخيل تَنصَّلَت من حوافرهَا..
وحده صهيل الماء يملأ كراريس تاريخٍ
عن مُحارب غادر ليل المعركة
ليعانقَ خصر المآذن في سرير
الدعاء والأمنيات..
لا شيءَ أسمعه سوى صرير أحلام
تقتلِعُ أضراس الزمن القادم..
لا أسرار تحملها فناجين المنجمين ،
إلا قليلا من كوابيس فجر
يُمزِّقُ ثوبَ ليلٍ أبى أن يستسلمَ
لروعة النور والشّعاعِ..
في هذا الشارعِ المُوحِش من أهله،
وأنا أضبط عقارب ساعتي
على يسار الأرصفة الباردة،
لموعد يرسمه القدر..
لاشيء أسمعه سوى
قلبي لازال فيه بعض نبض يسكنه إلا قليلا..
فلا شمسَ قد تطلع غدًا،
أخبىء ليومي القادم حفنة أقمار ،
أشعلها في دهاليزِ المدينة
قنديلًا بزيتٍ من حكايات و وصايا
وأمنحكِ من انفاسي
جرعات متبقيات من هذا العمر المحزون
لنُطاردَ كل صباح أسراب الأشباح
على حاشِيةِ النهار،
لعلنا نسترجع حقول أحلام مغدورة
مازالت تُكابد
ارتجافَ أخبارَ ما قبل الفجر
في عيوننا المدمنَة للأرق..
لا شيء يبدو تماما،
لا الليل أعلنَ رحيله وأطلق عنان الصباح
و لا الشمس تجرأت على نَزَقِ الغيمات المتمردة ،
لتزيح من قلب النهارات
مَواوِيل الحزن القديمة ،
وتُعيد الدفءَ لشوارع المدينة المَنفية..
وأناكلما رفعتُ يَدَيَّ إلى السماء
وجدتُ النجومَ الضاحكةتحتسي خمرةً الخِذلانِ..
فأرددُ ما أحفظه من آيات الصبر
وأعلنُ مسيرةَ التحدي الأبدي،
ببقايا أمل لأحرثَ الأرض الحبلَى
بعشق الوردِ وماء الانتصار..









