أجواء ريفية.. شعر: ماجد الراوي من ديوانه المطبوع “الوشاح”

كان وقع الحياة حولي جميلا
والدراري وهَّاجة كالشموع

هبطَ الليلُ والرعاة على السفح
استعدوا جميعهم للرجوع

ولصوتِ المزمار أيّ جمال
حين غنَّى الرعيان خلفَ القطيع

في التنانير أوقدَ الجوع نارا
وبتلك النيران زادَ ولوعي

ألسن النار للنواظر تبدو
راقصاتٍ في الأفق رقص الخليع

والدُّجى حفها بأجمل برد
فصَّلوه من الحرير الطبيعي

كلّ شيء يجود ممَّا حباه
خالقُ الكون ذي الجمال البديع

سبح الطود في الظلام امتنانا
فهو ساجٍ كالشيخ عند الركوع

وتغنَّت مضارب وهلال
راح يهدي أنواره للجموع

يابنة الريف أحضري لي رغيفا
هو كالمسك فاح بين ضلوعي

علَّ بعضي بنفحةٍ منه يحيا
قد طعمت النوى فمات جميعي

تلك ذكرى جازت مجال خيالي
ألهبتني كلمع برق سريع

حرَّكتني حتى هتفت مرارا
أرجعي لي أصالتي ياربوعي