سوري حكم الارجنتين الرئيس كارلوس منعم

كتب:تامر الزغاري
أشهر رئيس عربي حكم بلد غير عربي بنى أكبر مساجد امريكا الجنوبية، اتهم بأنه من كبار تجار السلاح عالمياً ويمدحه أنصاره بأنه أصلح إقتصاد الارجنتين وانهى إنهيار الاقتصاد والتضخم.
النشأة
ـ
وُلد كارلوس منعم عام 1930م في مقاطعة لاريوخا شمال الارجنتين لأب وأم سوريين مهاجرين من مدينة يبرود بريف دمشق. وقد نشأ في بيئة متواضعة، وعُرف منذ شبابه بقدرته على الخطابة وكسب الناس. درس القانون في جامعة قرطبة، وهناك انخرط في الحياة الطلابية والسياسية، إلى أن تخرج وأصبح محامي.
–
–
دخوله السياسة
–
بدأ منعم حياته السياسية من داخل الحزب العدلي البيروني، والذي تم حظره عام 1955م ولكن بقي منهم منتمياً له، فكانت شعبية الحزب بعد إزالة الحظر عنه عام 1973م سبباً في فوز كارلوس منعم بمنصب محافظ مقاطعة لاريوخا، ولكن بسبب إنقلاب عسكري تم اعتقاله وسجنه عام 1976م وبقي سجيناً لمدة عامين، وبعد نهاية الحكم العسكري عام 1983م عاد وفاز بمنصب محافظ لاريوخا مستفيداً من شعبيته السابقة خلال توليه لهذا المنصب نتيجة أسلوبه القريب من الناس، وزياراته المستمرة للقرى، وعلاقته القوية بالعشائر المحلية.
–
–
وصوله إلى الرئاسة
–
فاز برئاسة الحزب البيروني بسبب تطبيقه لنهج الخيمة الكبيرة والتي تقوم على جمع أكبر عدد من وجهات النظر المختلفة، وبهذا ترشح لرئاسة الأرجنتين والتي فاز بها في عام 1989م، وربط سياساته بسياسات أمريكا ليضمن أن لا يحدث انقلاب ضده، فأمريكا هي التي كانت تحرك الانقلابات العسكرية السابقة في الأرجنتين، وقد استلم البلاد وهي تواجه تضخمًا هائلاً وانهيارًا اقتصاديًا، فقام بخصخصة شركات حكومية وفتح الاستثمار الأجنبي وإصلاح العملة، وفعلا هذه الإجراءات أنهت التضخّم فعلاً، وجلبت استقرارًا اقتصاديًا، وكما أنه أنهى انقطاع مع بريطانيا وتشيلي.
–
–
نهاية حكمه
ـ
حلوله التي أنهت الأزمات الاقتصادية في أولى سنوات حكمه كانت السبب في ظهور أزمات اقتصادية كبيرة في نهايات حكمه حيث أدت تلك الحلول الى ارتفاع الدين العام واعتماد البلاد على رأس المال الخارجي، وكما أنه اتهم بالسطو على صلاحيات غيره من المسؤولين، واتهم بإصدار قوانين وخصخصة الشركات وفق مصالح وصفقات مع كبار الأثرياء، وكما ظهر بأنه أصبح يقود مافيا عالمية لبيع وتجارة السلاح، فكانت نهاية حكمه عام 1999م شديدة السوء، وبعد الرئاسة قبض عليه عام 2001م بتهمة تهريب السلاح إلى الاكوادور، ولكن أفرج عنه، وحصل على مقعد في مجلس الشيوخ عام 2005م ليضمن أن لا يسجن في حال إدانته بحكم قضائي وأن يتم استبدالها بإقامة جبرية، وفعلا حكم عليه عام 2015م بالسجن لمدة 4 سنوات، وكانت عضويته هي الحصانة له وبقي عضواً في مجلس الشيوخ حتى وفاته.
–
–
ديانته ووفاته
–
ولد كارلوس منعم مسلماً وعندما سعى للوصول للرئاسة واجه نصاً دستورياً يحدد أن الرئيس يجب أن يكون كاثوليكي، وواجه عائق أن الشعب الارجنتيني ذو غالبية كاثوليكية، وهذا ما جعله يعلن بأنه كاثوليكي الديانة، ولكن اتضح لاحقاً بأنه بقي مسلماً حيث بعد فوزه بالرئاسة قام بتعديل الدستور وإزالة شرط كاثوليكية الرئيس، وفي عهده بني في عاصمته أكبر مسجد ومركز إسلامي في امريكا الجنوبية، وبعد وفاته كانت وصيته أن يصلى عليه صلاة الجنازة وفق الديانة الإسلامية وأن يدفن في المقبرة الإسلامية، وتم تنفيذ الوصية بعد وفاته وهو بعمر الـ91 عاماً في تاريخ 2021/02/14م.
**** المصادر:
1)
Menem, Carlos Saúl (1989). La Revolución Productiva
2)
Menem, Carlos Saúl (1999). Universos de mi tiempo
3)
Menem, Carlos Saúl (2018). Mi vida y mi historia política.








