كتاب وشعراء

غريب أن … ريم الصالح / سوريا

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

غريب
أن أنقر على أبواب الماء
أو أحفر في السماء معارجاً
لصغار الطير

أن ترتطم الساعات بعقاربها
وتتشاجر الشهور مع التاريخ
فتبيع ماري انطوانيت
الكبريت في الصقيع…

أن أمسك وجنات الحلم
وأقرصها لأتأكد أنها حقيقية
فتدمع عيون البهجة
وينفرط عقد الكلام

غريب
أن تغني الزرافات
زرافات وفرادى
لموائد الحظ
الممدودة في أروقة الخيال
و تخرج أليس من البئر
جافة و معطرة بالتخاريف والأعاجيب..
فتجد أرضنا الأعجوبة الكبرى!

غريب
أن يتصالح الروس مع الأمريكان
وتسخن الحرب حتى تتبخر
فتتكلم الشعوب لغة أمروسية..

أن أمحو من مذكراتي
سطور البؤس
ويبقى دفتري ممتلئا بالكلمات..
وكدرويشة
ألهج بالأغنيات
فيرقص الولي
يرقص… يرقص
وأنا أدور… وأنسى
كل شيء أنسى
وكأنني ما ولدت يوما
وكأن الكون
مجرد مزحة
تعلمت الدوران
عرفها الجميع ورقصوا معها
ثم نسوها…

غريب
أن لا نذكر
أسماء آدم كلها
منذ ورقة التوت
حتى معارك أديسون وتسلا
وكل الهراء الذي سموه كهرباء
و كل هباء الحرب والنفط
والحضارة..

أن ننبش بأظافر معتقة بالحناء والتراب
تراب جوراسي أصيل
يهدم بقع الذاكرة الحمراء
ويلتوي باحثا عن حروف جديدة لليل
يخبر فيها عن شيء يشبه النسيان
يشبه الحلم
يشبهنا
حين لم نكن نحن
حين لم يلتقفنا الوجود
ذات حياة…

غريب
أننا أبناء الحياة
ولسنا نحيا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock