انقلاب عسكري وسقوط واحد من أوثق حلفاء فرنسا في غرب أفريقيا
طورات خطيرة في كوتونو: مؤشرات انقلاب عسكري جار، وقد يكون السقوط الأكبر لحليف فرنسي

كتب:إدريس آيات
أفادت وسائل إعلام بنينية بأن محاولة انقلاب عسكري انطلقت منذ ساعات الفجر الأولى في العاصمة الاقتصادية كوتونو. وبحسب المعطيات المتداولة، تعرّض مقرّ إقامة الرئيس باتريس تالون في حي لو غيزو (Le Guézo) لهجوم نفذته مجموعة من الجنود بقيادة المقدّم باسكال تيغري.
كما بثّ التلفزيون العمومي البنيني (@benintvsrtb) مشاهد لظهور مجموعة من الجنود على الهواء مباشرة، أعلنوا خلالها سيطرتهم على مقاليد السلطة في البلاد. فيما أعلن جنود من الجيش، بقيادة الملازم باسكال تيغري، إحكام سيطرتهم الكاملة على البلاد
ووفق المصادر ذاتها، ظهر تيغري عبر شاشة التلفزيون الوطني بعد أن أعلن سيطرته عليه، مُعرّفًا نفسه بـ«رئيس اللجنة العسكرية لإعادة بناء البلاد»، في تطور يوحي بمحاولة فرض أمر واقع سياسي–عسكري جديد.
ولا تزال الأوضاع شديدة السيولة، وسط تقارير عن تحركات عسكرية في عدد من النقاط الحساسة والاستراتيجية داخل كوتونو، في وقت تتواصل فيه المتابعة الحثيثة للتطورات الميدانية ساعةً بساعة، وسط ترقّب داخلي وإقليمي لما ستؤول إليه الأحداث.
• دلالات الانقلاب إن نجح
ويكتسب هذا التطور دلالات إقليمية لافتة، إذ يُعدّ تالون من أبرز الأصوات المتشددة التي لوّحت بالتدخل العسكري ضد النيجر، إلى جانب فرنسا وقيادة مجموعة «إيكواس»، عقب الإطاحة بالعميل الفرنسي محمد بازوم. ويأتي ذلك في سياق وجود قواعد عسكرية فرنسية داخل الأراضي البنينة، وسط اتهامات متكررة من نيامي والرئيس إبراهيم تراوري لباريس بدعم شبكات مسلّحة وإرهابية ودعمهم بالسلاح وإعدادات جغرافية مختلفة تهدد أمن النيجر وبوركينا فاسو.
كما تجدر الإشارة إلى أن الحدود بين النيجر وبنين ما تزال مغلقة بقرار من السلطات النيجرية، على خلفية اتهام بنين بالتواطؤ مع فرنسا لزعزعة الاستقرار داخليًا. ونتيجة لذلك، أوقفت النيجر استخدام ميناء كوتونو، وحوّلت نشاطها التجاري إلى ميناء لومي في توغو، ما انعكس ـ بحسب تقديرات متداولة ـ بانخفاض عائدات ميناء كوتونو ( عاصمة بنين) إلى أقل من 70%، فالنيجر هو أكبر زبونها، باعتبارها دولة لا تملك منفذًا بحريًا.
وفي حال ثبت نجاح هذا الانقلاب، فإن تداعياته ستتجاوز الداخل البنيني، ليشكّل ضربة موجعة للنفوذ الفرنسي في غرب أفريقيا، وفي المقابل مكسبًا استراتيجيًا للنيجر ولتحالف دول الساحل، من زاوية إعادة رسم معادلات الأمن القومي والتوازنات الإقليمية.
رغم الأخبار عن نجاح الانقلاب في بنين، سيكون من الصعب أن تسمح فرنسا؛ -التي لديها محميات عسكرية وقواعد ومدربين وعناصر من المخابرات العسكرية الفرنسية في كوتونو- بنجاح الانقلاب، لأنّ باتريس تالون ليس فقط حليف فرنسي موثوق، بل حجر الأساس للاستراتيجية الفرنسية في غرب أفريقيا، وقبول هذا الوضع فوق كل تصوّر… لذلك من المحتمل أن تأتي تطورات عكسية في قادم الساعات، حتى وإن اضطرت فرنسا بالتدخل المباشر ودعم عناصر الحرس الرئاسي، فهذه الدولة المطلة على المحيط الأطلسي، ذكرتها فرنسا بوصفها خط دفاع متقدم لحماية المصالح الفرنسية في غرب أفريقيا. على كلٍ سأوافيكم بكل جديد، حسب التطورات!









