وما أدراك ما اليمن؟…بقلم سعيد زعلوك

وما أدراك ما اليمن؟
روض على سفح الزمن،
ونفحة من سبأ تسكن المقل الحيرى،
وعزة نُقشت على جبين الجبل الأشم،
وقصر بلقيس — لو نطقت حجارته —
لروى وشاحًا من وفا،
وعطرًا في روح الزمان لا يبلى ولا يفنى.
في اليمن…
تصعد الأحجار شعرًا،
وينبت التاريخ سفرًا بين جنوح الورود،
صباحها نشيد مقاتل لا ينحني،
وليلها رضا قانع يسكن فوق جرحه.
وفي خطاها…
يولد الوعي من الأنين،
ويتخثر الدم الشجاع في مدار اليقين.
قولوا لصنعاء:
أنت الصبر إذا اختل الزمان،
وأنت ربابـة الراعي إذا ضاع الأمان،
وفي رباك يتوجه الدعاة،
وينكت المجد أسماء الأبيّ على الرمال،
فلا يُباع، ولا يُهان، ولا يُطال.
لست من اليمن،
ولكني أهواها — هوى الطفل —
إذا التجأ إلى صدر أم في زمن الفتن.
أقبلها بقلبي،
وأرفعها في دعائي،
وفي سجدتي لها وطن،
وإن لم تُدغدغ قدماي تربها يومًا،
فإني ابن قلب ذاب فيها،
وشعري فيها مرتهن.
هناك “سعيد”…
ينثر الحروف على المقام،
ويغزل في سبأ خيط أغانيه،
ويكتب في طرق العز نصًا،
فإذا سألوا: “من أنت؟”
قال:
أنا ابن زعلوك… وفي قلبي اليمن!








