غياب بلا عتاب / بقلم الكاتبة المبدعة/ تيماء الفواعير/ الأردن

*
كان أشعثُ الرأس، مُمُـزق الثياب،
كالمجانين تمـامـا بثياب رثـة وممزقـة،
اشواك تسكن قدماه
كما تسكن الشياطين في المنازل التي تخلو من ذكر الله،
رائحته ك رائحة جُثة متـعفـنة،
يأكل من بقايا الطعام من براميل القُمامة !
أتـت السيـدة (مارجيت) من كليـة اللغة فصادفته على قارعة الطريق،
ولأن قلبها حنون
تأثـرتْ لما يحصل لهذا الشاب،
اقتربت منه اكثر غير خائفة مما قد يلحقه بها ، سمعته يكلـم نفسـه بلغة إنجليزية طليقة وتارة يتكلم الإسبانيـة
تأثـرت من طريقـة نطقه للكلمات، وهو بهذه المنظر يُفتش في برميـل القمامة عن كِسرة خبز يسد رمق جوعـه
فجـأة
اقتربت منه، امسكت بيده
ثم …
قالت أهذا أنت!
و بشيئٍ من الجنون بدأتُ بالصراخ ، لقد كان من أحبهُ قلبي ،الذي تعلمت اللغهُ لاجله .
عندما كُنت بالخمسه والعشرين من عمري ،أحببتُ شاباً غريب البلاد ، كان سائحاً في بلدي ،كان يتجول ويلتقط الصور ويستطلع المكان من حوله ،كان شخصاً معروفاً وذو مكانه مرموقه .
كيف علمت : من تجمع الحشد حوله .
نظري الي بالصدفه من بين الجميع ،وكانت نظراتي تتسابق لجذبه الي ،وكانّها تقول : أترك الجميع وأنظر الي .
شعرتُ أنه الحب الحقيقي ، تضاربت العادات في منطقتي مع واقعي ، لان الزواج يكون بشخصاً من العائله ، فقررت العيش بهذا الخيال ، تعلمتُ التحدث بلغته ,لعل الايام تجمعُنا ،ويتحقق ما كان بالخيال .
عندما غادرت المكان بدأت بجمع المعلوماتِ عنه وعن مكانه وجوده بهذه الزياره ، فصدمت لأنه آخر يوماً له غداً .
بدأت بالكاء وعدتُ للصراع الذي بدأت به ، بدون وعي ذهبتُ اليه وصارحتهُ بما أحسست به ، عندها بدأت علاقتُنا ،أصبحت الحياه ملونه ومشعه بالحب المتبادل .
بعد ارتباط دام لسنوات ، أراد التقدم لي .
قالتُ له بقلباً منكسر : لن يسمحو لنا .
وعندما أخبرته بعاداتنا وتقاليدنا.
ققرت الفرار من بلدي .
ودعتُ أهلي بعيوناً ترتجف من الحزن والخذلان الذي يلحق بعائلتي ،ذهبت ……
ذهبت عندها مكان التقانا بقيت أنتظره حتى الصباح ولم يأتي ……
شعرت بالانكسار والخذلان الذي كان يلحق بعائلتي وبحق نفسي !!
وعدت للمنزل دون أن يلاحظ أحداً غيابي .
وادركتُ أن الأماكن تتســع كلما غادرها أحد..
إلا القلــــب يضيق.
وبعد عده ايام سمعت خبر اختفاءه ، عذرته وكان الاسى والحزن وانكسار والخوف عليه مرسوماً على وجهي .
وبعد هذه السنين ، عندما شاهدته بهذا الحال نسيتُ كل ما مررتُ به ..
القلب لا يحقد على من يحب
تيماء الفواعير









