أبي فلاحٌ بسيط…..بقلم أيه أبو شامه

أبي فلاحٌ بسيط،
لا يجيد القراءة ولا الكتابة،
لذا لم ينتبه أني خطأ لغوي
فرض عليه
وعلى أوراق الحياة…
ولأنه لا يملك ممحاة
لم يستطع أن يمحوني
قبل أن يبوء إسمي بإسمه..
كل صباحٍ
يأخذ أربع قطعٍ من الحلوى،
يسميهم باسمائنا أنا واخوتي
ثم يضعها في وجه الغيم
لتتبلل قلوبنا
قبل أن تيبس وتتساقط
ولأن يداه الشريفتان تعانيان من التشقق
حين نتبلل
نسقط فيهما
نذوب في دمه،
فيُصاب بغيبوبة سكري.
أبي ليس ملحدًا
لكنه
منذ أن دعا الله طويلاً
أن يرزقه غلاماً
فرزقه بي
لم يعد يثق كثيرًا بالسماء.
تقول أمي:
أن خبر ولادتي
نزل على رأسه كصخرةٍ
أصابته بتلعثمٍ في الذاكرة.
فصار يزرع محاصيل الشتاء في الصيف،
وحين يأتي موعد الحصاد،
يأتي إلينا بظهره المحني
كهلال عيد
حاملاً كيسًا
فيه بعض الفاكهة المشوهة
وشمسٌ طازجة،
وعشرة عصافير
وشجرة
تعجنهم أمي جيدًا،
تضيف عليهم قليلاً من السكر،
تخبزهم في قوالب صغيرة،
تلفّهم بعناية،
لتحتفظ بهم كمخزون عامٍ
من الحلوى.
فيأخذ منهم أبي،
كل صباح، أربعة،
يسمّيهم بأسمائنا
ويضعهم في وجه الغيم
مخافة أن نيبس ونتساقط…..