كتاب وشعراء

أرأيتِ يا أمّي؟!…بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

أرأيتِ يا أمّي…؟
لو أنكِ تركتِ للتجارب
أن تجرَّ جدائلي من أذني،
لكنتُ فهمتُ مبكرًا
أن الهزائم أجنحةٌ مكسورة
تردُّني دائمًا إلى زاوية صدرك.
ولو أنكِ — يومًا — همستِ لي
أن الأحلام تختنقُ سريعًا
في حنجرة الطفولة،
لعلّقتُ عمري على مشانق الشمس،
وذبحتُ دميتي قربانًا
لأجل براءةٍ ماتت قبل أوانها.
ولو أنكِ لم تخيفيني
من اللعب بأعواد النار،
لما خفتُ العتمة،
ولاعتادت أصابعي
لسعة الاحتراق،
بدلًا من أن ترتجفَ
كلما اقترب اللهيب.
ولو أنكِ لم تروي
على مسامع طفولتي
أساطير الأميرات،
لما كبرتُ أنثى خيالية،
تهرب من ألفِ حكاية،
وتجرُّ وراءها عربةَ حنينٍ
أثقلَ من خطاي.
يا أمّي…
لو كنتِ أقلَّ حنانًا بقليل،
لصرتُ أقسى،
ولمَا ظللتُ أبحثُ عن حضنك
في كلِّ خساراتي…
وفي كلِّ مرآةٍ تعكسُ
طفلةً لم تكبر كما يجب…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock