بروفايل

المثنى بن حارثة الشيباني

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

أغار المثنى بن حارثة الشيباني، وهو ابن أخت عمران بن مرة الشيباني على قبيلة تغلب وهم عند الفرات في زمن الجاهلية فظفر بهم، فقتل من أخذ من مقاتلتهم وغرق منهم ناسٌ كثير في الفرات وأخذ أموالهم وقسمها بين أصحابه،
وقد التقى المثنى بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلم قبل الهجرة في مكة سنة 618 ميلادية ولم يُسلم، ثم أسلم ووفد سنة 9 هجرية فكان من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلم،
وقد قام المُثنَّى بحملات عسكرية ضد القوات الفارسية في العراق أول أيام أبي بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه، فتناقل الناس أخباره، ثم وفد على أبي بكر فأكرمه وأمره على قومه وقال لأبي بكر رضي الله عنه: “يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابعثني على قومي فإن فيهم إسلامًا أقاتل بهم أهل فارس، ففعل أبو بكر رضي الله عنه، فرجع إلى قومه يقاتل بهم الفرس،
وعاد يغير بحملاته على سواد العراق محاولاً تحريرها، فأمدّه أبو بكر بخالد بن الوليد فكان بدء تحرير العراق،
ولما أرسل أبو بكر خالداً رضي الله عنه إلى العراق أميراً للجهاد انضم إليه المثنى بقومه، وما كان منه إلا السمع والطاعة، ولما طلب أبو بكر من خالد أن يذهب مدداً للمجاهدين بالشام استناب خالدٌ المثنى على الجيش،
من أيامه البيضاء رضي الله عنه،
وللمثنى رضي الله عنه أيام بيضاء كثيرة بأرض العراق،
أذكر منها #يوم_البُوَيْب ، وكان من خبر هذا اليوم أن الفرس أرسلوا جيشًا كثيفًا بقيادة “مِهران” ليأخذوا بثأر “يوم الجسر” الذي قُتل فيه منهم مقتلة عظيمة،
فاجتمعوا عند مكان يقال له “البُوَيْب” يفصل بينهم وبين المسلمين نهر الفرات،
فقال الفرس للمسلمين: “إما أن تعبروا إلينا، وإما أن نعبر إليكم”،
قال المسلمون: بل اعبروا إلينا، فعبرت الفرس،
لقد كان هذا اليوم يومًا مباركًا مِن أيام شهر رمضان،
فعبَّى المثنى جيشه جيدًا، وعزم عليهم بالفطر، ليكون أقوى على القتال؛ ففعلوا، وحضهم على الجهاد والصبر، وقال: إني مُكَبِّرٌ ثلاثَ تكبيرات، فتهيئوا، فإذا كبّرتُ الرابعة فاحملوا،
أي: اهجموا على العدو، فقالوا: السمع والطاعة.
فلما كبَّر التكبيرة الأولى عاجلتهم الفرس، وحملوا عليهم حتى غالقوهم، أي “أحدثوا بينهم اضطرابًا” واقتتل الطرفان اقتتالاً شديدًا، وجعل المثنى يقول: “يا معشر المسلمين، عاداتكم، “انصروا الله ينصركم” فجعل المسلمون يدعون الله بالنصر والظفر،
واستمر القتال، ولما طالت مدة الحرب جمع المثنى جماعة من أصحابه الأبطال، وطلب منهم أن يحموا ظهره، وحمل على “مِهران” قائد الفرس، فأزاله عن موضعه حتى دخل في ميمنة جيشه، وحمل عليه المنذر بن حسان فطعنه،
ثم قام جرير بن عبد الله بحَزِّ رأسه، أي “قطعها” رضي الله عنهم جميعًا، وانتصر المسلمون يومها نصرا كبيرا على الفرس بفضل الله ثم بفضل فرسان الإسلام وفى مقدمتهم القائد المثنى بن حارثة،
وقد قيل عن خبر استشهاده رضى الله عنه؛
أنه لمّا ولي عمر بن الخطاب الخلافة سيّر أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيش إلى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس بـ (قس الناطف) واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد، وجُرِحَ المثنى فمات من جراحته قبل معركة القادسية.
وقال ابن السّراج: سمعْتُ عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن عديّ الهاشميّ يقول: استشهد المثنى بن حارثة الشيباني سنة أربع عشرة قبل القادسيّة،
فرضى الله عن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ورزقهم الفردوس الأعلى من الجنة 🤍
المصادر ؛
1- الكامل في التاريخ – للعلامة ابن الأثير – صــ 226
2- المثنى بن حارثة الشيباني- محمد ثابت توفيق صــ 13
3- الأخبار الطوال – الدينوري – صــ 111
4- تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي – الجزء الثاني – صــ 131
5- تاريخ بغداد – الخطيب البغدادي – الجزء الأول – صــ 53

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock