مطر… شعر: ماجدة الفلاحي

يا صوتَ المطرِ القادمِ من هناك
من هناك البعيد…
يهمسُ في أذني
صوتُ أمِّي الشجي
فيوقظ أشجاني
يعانقُني…
يحدثني…
يؤنسني…

يا ريحاً تحمل غيمي
مثقلةً بحلمٍ وذكرى
يا مطراً يلهمني:
إلى أيّ الدروب
ستأخذني هذا الشتاء؟

يا عطرَ أمي…
يا ظلّها العالق على أطراف الغيم
يا رائحتها المشبعة بالزهر والتراب…
كم يُشبهك هذا المطر…

كبرنا… أنا وأنت…
“وعادني ما يشبهُ الشوق”
إلى أشياء صغيرة
إلى حضنٍ غاب
كأنَّه لم يكنْ لي يوماً حضناً

طفلتي أنتِ اليوم، يا أمي
ومن كفِّك يتساقطُ هذا المطر:
أمطري… أمطري…
واغسلي أرض قلبي العطشى
من الخيبات… من الشوق… والحنين…

أقفُ الآن على ناصيةِ العمر
روحٌ مسكونة بالذاكرة
تعزفُ الريحُ أحلامي.. أحزاني.. آمالي..
وتعبرُ المسافاتُ لتنامَ في حضنِ كفّك
طفلةٌ تحبو
تنثرني،
تزرعني حروفاً
في مدائن الجرح والملح

أرتجلُ كلَّ البدايات
من عطرِك أنتِ وحدك
من تراتيل سلام
ونور من السماء…
أأخطأتُ الطريق؟
موجعٌ أن يرتجفَ الحرف
وأن يُخطئ الموعد…

لا تخافي يا أمي
حين يكفّ المطر
وتمسحُ الشمس وجه السماء
سيظلُّ وجهُك كالقمر
وسيأتي شتاءٌ جديد
وألبسُ رداء المطر:
مطراً…
وعطراً…
ومطراً..