وجه القمر…. بقلم لبنى مرتضى

وجهك حلم وردي يتهادى
يموج بأزهار الغوطتين
يزف بشراها
للرحيق في ثنايا الغدير
صوتك عبر الشلال يضىء الصحارى
فينداح العطر من بياطس الرومان
وأشواق المتعبين..
نحو قمر طليق مبحر
فوق الفيافي
ها أنت..ها أنا
عراة عراة
إلا من الحقيقة..التي أشعلت
ماتبقى من زوايا الزمان
لشجيرات اثقلت نوافذ أغصانها
غفلة الطيور وأعشاب اللوحة والقصيدة
التي فجرتها ينابيع النور المتدفقة
من نعومة يديك المعطاءة
غمرني الشوق والطوفان والرماد
ورحت بين الأنقاض
أغني لإشراق وجهك الغالي
أنا هو..هل تسمعين؟
صوتي الغارق
في الشدة مع استدارة القمر
هو…هو
القمر الطريق الطليق
سرنا الوحشي
خلف غابات الجنون
وصحارى العمر الممزق
خلف ثنايا قطعان الغيوم السود
فوق خاصرة الجبال
التي ترف أجنحتها مهللة
لأغاني الأنهار الطالعة
من كروم التين والتفاح
وميازيب النشيد
يأيها النشيد نحن من أشعل ماتبقى
في مواسم الخراب والقصيدة
نحن من غرد في حقول القمح
في الصباح
ليبعث النور في الجوز
والسنديان والوريد
تعالى صوتك..
فوق أسوار المدينة
طردتنا العسكر
والعناكب السود
من حدائق النهار
حملنا حقائبنا إلى منفى ومنفى
وسكتنا عن الكلام
لم يزل مايشع في فؤادنا
ينداح عطر نور يديك
خلف المدارات والبحار والقوافل
الطيور التي غنت قصائدنا الندية
تنهيدة للموال
تهليلة لقافية محارنا
الذي أضاء ماتبقى في الروافد
والبحيرات والجزر
هي أنت….
نحن الطالعين بأغاني الحصاد
والبحار والمواسم
العامرة في الغلال
هي نحن النانرج والهال
حقول الكرز والنوافذ المشرعة
لمرايا البحار الطالعة من زوايا النشيد
التي أعطته الريح للجنوب والشمال
وقبائل الجنون والغجر
هي نحن من مر بزيل ثوبه
فوق أجفان المدرج أثناء الصهيل
لم تكن أكفنا وبيوتنا
إلا مفتوحة مرسومة
على حجارة الوادي
وأوابد الزمان
ها أنت…ها أنا
عراة …عراة
إلا من صيرورة القادم
يطوي بأجنحته غبار السيوف والبيارق المعلقة على كتف الزمان.
كنت طفلة تعدين
خلف فراشة هناك
لتفتح النوافذ على حقول بيض
وربيع ندي يشبه إشراقة استدارة
نور وجهك المشع اللطيف
يرتقي نحو الغيم الأبيض
يحدثه عن القادم الوليد
أم عن خطواتي
وانشغالي في رعشة الحديقة
واشتعال البكاء المر
على صدر الهشيم









